أعلنت المنظمة السورية للطوارئ ومنظمة "الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة" إغلاق مخيم "الركبان" على الحدود السورية الأردنية بعد إعادة آخر العائلات العالقة إلى مدنها وقراها.
وقالت المنظمة أن إغلاق المخيم يطوي صفحةً من أشدّ الأزمات الإنسانية قسوةً في تاريخ سوريا الحديث، مشيرةً إلى أن المخيم الواقع سابقاً ضمن منطقة خفض تصعيد بمحيط قاعدة "التنف" الأمريكية عانى من حصار خانق فرضه نظام "الأسد" وروسيا وإيران وداعش، في ظل انعدام الغذاء والدواء والتعليم والرعاية الصحية.
وأضافت أن سكان المخيم الذين تجاوز عددهم 85 ألفاً في ذروته كانوا يعيشون على حافة البقاء معتمدين على التهريب في أبسط ضروريات الحياة.
وبحسب المنظمة فقد شملت آخر دفعة من العائدين 86 عائلة تضم 394 شخصاً عادوا إلى بلداتهم في "مهين" و"القريتين" و"تدمر" و"حمص" و"الضمير" و"دير الزور" خلال 11 يوماً.
من جهته، قال وزير الإعلام السوري "حمزة المصطفى" أن تفكيك مخيم "الركبان" يطوي فصلاً مأساوياً وحزيناً من قصص النزوح التي صنعتها آلة الحرب للنظام البائد.
ووصف "المصطفى" المخيم بأنه كان "مثلث الموت" الذي شهد على قسوة الحصار والتجويع، حيث ترك النظام الناس لمواجهة مصيرهم المؤلم في الصحراء القاحلة، مضيفاً أن نهاية مخيم الركبان تمثل بداية طريق جديد لتفكيك باقي المخيمات بإرادة تتجدد كل يوم بدعم الدولة حتى يصل كل نازح إلى بيته.
تأسس مخيم "الركبان" عام 2014 عند المثلث الحدودي بين "سوريا" و"الأردن" و"العراق"، في منطقة قريبة من قاعدة "التنف" العسكرية الأمريكية والتي كانت تضم فصائل سورية معارضة.
وعلى مدار سنين كان المخيم عبارة عن تجمّع لسوريين يحاصرهم الموت والجوع وسوء الخدمات وقلة الطعام والدواء من كافة الأطراف، ويخسرون أطفالهم جوعاً وعطشاً تحت وطأة سوء التغذية، ويعانون شدّة الحرّ صيفاً في منطقة صحراوية مقابل أمطار طينية شتاءً تقتلع خيامهم.
النظام السابق كان يمنع دخول قوافل المساعدات الأممية إلى المخيم بذرائع مختلفة تهدف جميعها إلى تسليمه السيطرة على المخيم وساكنيه، في المقابل لم تكن القوات الأمريكية أو قوات التحالف بمعناها الأوسع تهتم لإدخال المساعدات للحفاظ على حياة سكان "الركبان"، فيما امتنع "الأردن" عن إمداد المخيم بالمساعدات عبر أراضيه بذريعة المخاطر الأمنية، في وقتٍ كان تنظيم "داعش" يجول في المنطقة وينفذ هجماته حتى على المخيم نفسه.
لعلّ إغلاق مخيم "الركبان" يمثّل بشارة لإنهاء ملف النزوح السوري ومآسيه، لكنه يلخّص مشهداً عاشته البلاد لسنوات تحوّلت فيها الملفات الإنسانية إلى أوراق ابتزاز سياسي تستخف بحياة الإنسان السوري من أجل مطامع سياسية.