الأحد, 8 يونيو 2025 10:16 PM

تلوث النفايات يهدد صحة سكان الكشكية: تفشي الأمراض ونقص الخدمات

تلوث النفايات يهدد صحة سكان الكشكية: تفشي الأمراض ونقص الخدمات

دير الزور – عبادة الشيخ: يتسبب تراكم النفايات في بلدة الكشكية بريف دير الزور الشرقي ببيئة غير صحية، إذ تكثر الحشرات والقوارض وجثث الحيوانات، وتشكل مصدرًا للروائح الكريهة، ما يهدد صحة وسلامة قاطنيها.

وفق سكان قابلتهم عنب بلدي، فإن سبب التراكم هو الرمي العشوائي للقمامة من قبل البلديات المجاورة بالقرب من جسر القطار والمقبرة، مطالبين بتدخل وحلول جذرية، سواء من قبل "الإدارة الذاتية" المسيطرة على المنطقة أو المنظمات المعنية بهذا الشأن.

قال محمد العلي، وهو معلم مدرسة من أهالي البلدة، إن النفايات باتت ظاهرة وليست بالأمر الجديد، وهي نتيجة سنوات من الإهمال والتجاهل ورمي المخلفات. وأضاف لعنب بلدي أن غياب مواقع مخصصة لرمي النفايات، أو عدم الالتزام بمعايير التخلص الآمن منها، حوّل المناطق القريبة من التجمعات السكنية إلى مكبات عشوائية، تشكل خطرًا على الصحة العامة.

وذكر أن الروائح الكريهة تنتشر طوال الوقت، خاصة في فترات ارتفاع درجات الحرارة، ما يجعل "الحياة في المنطقة لا تطاق"، لافتًا إلى خطورة تحلل المواد العضوية وكثرة الروائح التي يمكن أن تسبب مشكلات تنفسية خاصة للأطفال وكبار السن.

وحملت السيدة أحلام الخضر، من سكان البلدة، نفس الشكوى، مطالبة بضرورة التدخل الفوري من المنظمات الإنسانية والجهات المعنية لإيجاد حل جذري لمشكلة النفايات، وتوفير أماكن مخصصة لرميها بعيدًا عن المناطق السكنية.

مدير مستوصف "الكشكية"، عمر المحمد، قال لعنب بلدي، إن التخلص العشوائي من النفايات في المناطق البرية يؤدي إلى انتشار الأوبئة، مثل "الليشمانيا" الذي يصيب حاليًا حوالي 25 شخصًا شهريًا في بلدتي أبو حمام والكشكية، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي كالربو.

وأضاف أن المياه تفتقر لكميات الكلور الكافية، ما يسهم في تفاقم الأمراض المنقولة بالمياه، مشيرًا إلى نقص الأدوية الأساسية مثل "جلوكانتايم" المستخدم لعلاج "الليشمانيا"، والذي كان يُوزع سابقًا مجانًا.

عضو في بلدية الكشكية (فضل عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخوّل بالحديث لوسائل الإعلام)، قال إن البلدية تدرك حجم المشكلة وتحدياتها، لكنها تواجه قدرات محدودة في توفير مواقع بديلة أو آليات كافية لجمع النفايات، يضاف إلى ذلك غياب وعي بعض الأهالي الذين يلقون النفايات عشوائيًا.

وذكر أن الأزمة لا تقتصر على بلدة الكشكية وحي "الحاوي" فيها، بل هي منتشرة في العديد من المناطق الريفية التي تفتقر للبنية التحتية اللازمة لإدارة النفايات، معتبرًا أن الحل يكمن في خطة شاملة لإدارة النفايات تتضمن مواقع مخصصة، ومحطات فرز، ومشاريع إعادة تدوير، ما يتطلب ميزانيات ضخمة غير متوفرة حاليًا.

وتنتشر أكوام النفايات والقمامة في المدن والأرياف على الجغرافيا السورية، مشكّلة مواقع تكاثر للآفات والحشرات من بعوض وذباب، والحيوانات من فئران وقطط وكلاب شاردة، وباتت منبعًا وبؤرة للأوبئة والأمراض والروائح الكريهة، وطالت أضرارها البشر والبيئة.

مشاركة المقال: