يكشف تقرير سري من دوائر أمنية عن الآثار الممتدة لسياسة الهجرة الألمانية الجديدة على مستوى أوروبا، مؤكدًا أنه رغم تشديد الرقابة على الحدود في ألمانيا وبولندا ودول أوروبية أخرى، فمن المتوقع "ارتفاع إضافي في أعداد المهاجرين خلال الأشهر المقبلة".
ثلث المهاجرين يأتون من الشرق: تُسجّل أغلب محاولات الدخول غير القانوني لألمانيا عند حدودها الشرقية مع بولندا والتشيك. ويشير التقرير إلى أن "قرابة ثلث جميع محاولات الدخول غير القانوني المرتبطة بالهجرة لا تزال تتم عبر الحدود الشرقية، مما يعكس الأهمية المتواصلة لهذا المعبر في حركة الوصول إلى ألمانيا".
تحول الطرق نحو لاتفيا وليتوانيا: أدت الإجراءات المشددة على حدود بولندا مع بيلاروسيا إلى تحول في مسارات التهريب باتجاه دول البلطيق، خصوصًا لاتفيا وليتوانيا. ومع ذلك، تبقى الطريق الرئيسية عبر بيلاروسيا ثم بولندا وصولًا إلى ألمانيا هي الأكثر استخدامًا.
ضغط هجري متزايد: يسجل التقرير تصاعدًا موسميًا في ضغط الهجرة على بولندا، لكن الإجراءات القوية التي تتخذها السلطات البولندية، مثل بناء الجدار الحدودي مع بيلاروسيا وتعليق جزئي لحق اللجوء، تنجح حاليًا في احتواء الضغط.
عودة نشاط التهريب عند الحدود الألمانية: يرى التقرير مؤشرات واضحة على ارتفاع طفيف في عدد المهاجرين عند الحدود الشرقية لألمانيا، متوقعًا أن يزداد ذلك مع تحسّن الطقس وارتفاع درجات الحرارة.
"حيلة اليونان" مستمرة: رغم القيود، يستمر تدفق اللاجئين الذين حصلوا بالفعل على حق الحماية في اليونان، حيث يتابعون هجرتهم عبر الجو إلى ألمانيا ودول أوروبية مجاورة. وحتى الآن، لم يؤثر القرار القضائي الجديد الذي يتيح ترحيل اللاجئين من ألمانيا إلى اليونان على حركة الهجرة، إذ لا يزال الطريق الجوي من اليونان جذابًا للغاية للمهاجرين.
تشديدات داخلية ألمانية منذ خريف 2024: فرضت ألمانيا رقابة حدودية على كافة جيرانها الأوروبيين منذ خريف 2024. واعتبارًا من 8 مايو 2025، بدأت الشرطة الاتحادية بترحيل المهاجرين غير الشرعيين مباشرة من الحدود، حتى في حال تقدّمهم بطلب لجوء، باستثناء "الفئات الضعيفة" مثل النساء والأطفال والمرضى.
الإحصاءات:
- بين 16 سبتمبر 2024 و31 مارس 2025 تم رصد 29,305 محاولة دخول غير قانوني، منها 15,131 في عام 2025 وحده.
- قبل تطبيق التشديدات الجديدة، تم ترحيل 18,708 شخصًا فورًا عند الحدود.
- في أول 10 أيام بعد تطبيق الترحيلات المشددة، تم رفض دخول 32 من أصل 51 طالب لجوء.
- تم منع 739 لاجئًا من دخول ألمانيا خلال تلك الفترة، بزيادة 45% عن الأسبوع السابق.
آثار إضافية للتفتيش الداخلي: يشير التقرير إلى أن عمليات التفتيش داخل ألمانيا، الناتجة عن الرقابة المستمرة على الحدود الداخلية، تؤدي إلى كشف مخالفات أخرى غير مرتبطة بالهجرة، منها تنفيذ حوالي 5000 أمر اعتقال منذ خريف 2024. كما تم ضبط عدد كبير من المهاجرين الذين حاولوا الدخول بشكل غير قانوني أكثر من مرة، وتمت إعادتهم باستمرار من قبل الشرطة الاتحادية – سواء في نقاط التفتيش أو عند "الحدود الخضراء" غير الرسمية.