الإثنين, 26 مايو 2025 02:49 AM

أزمة محروقات خانقة تضرب تل أبيض ورأس العين: شلل في الحياة وتصاعد للأسعار

أزمة محروقات خانقة تضرب تل أبيض ورأس العين: شلل في الحياة وتصاعد للأسعار

عنب بلدي – رأس العين: تعاني مدينتا تل أبيض ورأس العين من أزمة محروقات متفاقمة، تتجلى في انقطاعات متكررة وارتفاعات جنونية في الأسعار، وذلك بسبب الموقع الجغرافي للمنطقة وغياب أي منفذ رسمي لتوريد المواد النفطية.

تعتمد المدينتان على طرق "التهريب" القادمة من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والتي يتحكم بها "سماسرة" وتجار، ما يزيد من حدة الأزمة.

قفزت أسعار المحروقات بشكل كبير، حيث وصل سعر ليتر المازوت إلى 13000 ليرة سورية بعد أن كان 10000 ليرة، والبنزين إلى 15000 ليرة مقارنة بـ 10000 ليرة، بينما ارتفع سعر ليتر الكاز المستخدم في مواقد الطبخ من 8000 إلى 14000 ليرة سورية.

أسعار مرتفعة

يعتمد زيدو السعيد (35 عامًا) على دراجته النارية كمصدر رزق أساسي في تل أبيض، حيث كان يكسب حوالي 90000 ليرة سورية يوميًا من نقل الركاب. لكن، مع الارتفاع المستمر في أسعار البنزين، اضطر لرفع الأجرة بنسبة 20%، ما أدى إلى تراجع الإقبال وانخفاض دخله اليومي إلى 40000 ليرة سورية فقط.

أخبر زيدو عنب بلدي أن ارتفاع أسعار البنزين دفعه للتفكير في البحث عن مهنة أخرى تضمن له دخلًا أفضل، خاصة وأن أجور العمال اليومية تتراوح بين 80000 و 100000 ليرة. وأشار إلى أن العديد من سائقي الدراجات النارية تركوا المهنة بسبب الأزمة.

يواجه علاء هيثم (40 عامًا) صعوبة في توفير تكلفة تركيب مشروع طاقة شمسية لري أرضه المزروعة بالشعير، ما يضطره للاعتماد على محرك ديزل. ارتفع سعر برميل المازوت (200 ليتر) من 1.5 مليون ليرة إلى حوالي 2 مليون ليرة سورية.

أوضح علاء لعنب بلدي أنه يحتاج إلى حوالي 100 ليتر من المازوت يوميًا لري الأرض، وهو مبلغ باهظ، ما اضطره للتخلي عن زراعة 60 دونمًا والاكتفاء بري 65 دونمًا فقط لتقليل التكاليف. وحذر من أن استمرار الوضع الحالي يهدد الموسم الزراعي بالكامل، خاصة مع غياب الدعم وارتفاع تكاليف الإنتاج.

شلل في الأعمال

لا توجد أسعار ثابتة للمحروقات في رأس العين وتل أبيض، حيث تشهد تقلبات مستمرة بسبب صعوبة تأمينها من مناطق سيطرة "قسد" إلا عبر طرق غير نظامية (تهريب). تُباع المحروقات المهربة بالدولار الأمريكي، ما يزيد من تقلبات الأسعار.

عدنان الخلف، صاحب محطة محروقات في تل أبيض، أكد لعنب بلدي أن الارتفاع المستمر في أسعار المحروقات وانقطاعها المتكرر تسبب في شلل في العمل له ولغيره من أصحاب المحطات. وأضاف أنهم يواجهون صعوبة في تسعير المحروقات وفقدوا ثقة السكان.

ناشد الخلف الحكومة السورية الجديدة بفتح الطرق وإيجاد حلول للمنطقة، مشيرًا إلى أنه قد يضطر لإغلاق المحطة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

انخفاض واردات المحروقات بنسبة 40%

أفاد مصدر مطلع لعنب بلدي بأن السبب الرئيسي لأزمة المحروقات هو صعوبة الوصول عبر طريق "M4" الدولي، الذي يفصل المدينتين عن مناطق سيطرة "قسد". وأوضح أن الكميات الواصلة انخفضت بنسبة 40% مقارنة بنهاية عام 2024، بالإضافة إلى تدهور جودة المحروقات.

أكد المصدر أن الحل يكمن في فتح الطرق وتوريد المحروقات بشكل عاجل، خاصة مع دخول فصل الصيف وزيادة الطلب عليها لري المحاصيل الزراعية.

أشارت المجالس المحلية في تل أبيض ورأس العين إلى أن وصول المواد النفطية من مناطق سيطرة "قسد" لا يخضع لمتابعتهم، وأنهم يعتمدون بشكل أساسي على الواردات القادمة من تركيا.

يُذكر أن أزمات المحروقات تتكرر في رأس العين، كان أبرزها في آب 2023، حين شهدت المدينة وريفها أزمة حادة بسبب انقطاع معظم أنواع المحروقات.

مشاركة المقال: