يتساءل خطيب بدلة عن كيفية قدرة امرأة مفجوعة على الهتاف "فداك يا بشار" لحظة استقبال جثمان زوجها. هذه القصة، التي حدثت في أوائل عام 2012 ونقلتها شاهدة عيان، تدفع للتفكير في تبني المجتمع لمفاهيم تتعارض مع الطبيعة البشرية.
بدلًا من التعاطف مع مشاعر الفقد، يتم حث المفجوعين على التعبير عن عكس ما يشعرون به. يذكر الكاتب كيف كانت العائلات الثائرة، في بداية الثورة، تستقبل خبر مقتل أبنائها بعبارات "تهنئة" بالاستشهاد، وهو مفهوم تبين أنه مشترك بين مؤيدي النظام ومعارضيه.
يروي شاب من ريف مصياف طرفة عن عسكري قُتل في اشتباك، وكيف جاء أمين شعبة الحزب "ليبارك" للأهل بالتخلص من ابنهم، فرد عليه شقيق الشهيد بتهكم مماثل، فسبب ذلك إحراجًا لأمين الشعبة.
يؤكد الكاتب أن هدفه ليس تسييس الموضوع أو التقليل من شأن أي طرف، بل إنصاف الشباب الذين فقدوا حياتهم في الصراع الدامي، والتحذير من استمرار التضحية بهم. ويرى أن الإنسان يولد وله الحق في العيش بسلام، وعلى المجتمع حمايته ورعايته.
لكن المبدأ السائد هو التضحية بالآخرين، وغالبًا ما تتحول القضية الإنسانية إلى حسابات رقمية، حيث يعلن الأب استعداده للتضحية ببعض أبنائه. هذه النقاشات تثير أسئلة حول دوافع الإنجاب الجماعي والقدرة على تربية الأبناء وتلبية احتياجاتهم.