يثير قرار وزارة التربية بفصل الطلاب الذكور عن الإناث في المدارس المختلطة جدلاً واسعاً، خاصةً مع غياب التشاور مع الأهالي وأصحاب المصلحة. ورغم أن المدارس المختلطة في دمشق ليست شائعة، يرى البعض أن هذا الإجراء قد يكون له آثار سلبية.
يشير الكاتب طلال ماضي إلى أن الأهالي عادةً ما يركزون عند تسجيل أبنائهم على جودة الكادر التعليمي ومستوى المدرسة، وأن من يفضلون المدارس غير المختلطة لديهم خيارات متاحة بالفعل، بما في ذلك المدارس الشرعية. ويتساءل ماضي عن دوافع الوزارة في السعي للفصل في المدارس المختلطة، خاصةً وأن الأهالي على علم بطبيعتها ويؤمنون بأن الاختلاط يعزز الوعي بالآخر.
يعرب البعض عن تخوفهم من أن يكون هذا القرار مقدمة لفرض المزيد من القيود، مثل فرض الحجاب على الطالبات. ويرى ماضي أن المدارس موزعة بشكل جيد بين الذكور والإناث في مختلف الأحياء، وأن مدارس المتفوقين المختلطة في دمشق تستقطب الطلاب من مختلف المناطق لجودتها وبيئة الاختلاط فيها. ويقترح أنه إذا كانت الوزارة ترغب في إنشاء مدارس متفوقين غير مختلطة، فيمكنها تحويل أي مدرسة قائمة ودعمها بدلاً من الانشغال بفصل الطلاب في مدارس مستقرة.
يؤكد ماضي أن المشكلة الحقيقية في المدارس لا تكمن في الاختلاط، بل في المناهج وأساليب التدريس، وضعف الرواتب، وانتشار الدروس الخصوصية. ويرى أن توجه الوزارة نحو الترويج للغات أجنبية مثل الروسية والتركية يكشف عن أن المشكلة تكمن في واضعي الخطط والاستراتيجيات.
ويختتم ماضي بالإشارة إلى أن انشغال الوزارة بقضية الفصل بين الطلاب يتجاهل رغبات الأهالي الذين يفضلون المدارس المختلطة، ويؤكد على إصرارها على رأي واحد دون الاستماع للطرف الآخر، مما يجعلها تهتم بالشكل الخارجي للمدارس أكثر من جوهر العملية التعليمية. (اخبار سوريا الوطن1- (A2Zsyria