اختتمت هيئة التخطيط والإحصاء اليوم ورشة عمل حول تصميم المسح العنقودي المتعدد المؤشرات MICS7 في سوريا، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأطفال "يونيسيف". استمرت الورشة لمدة أربعة أيام في فندق مدينة الياسمين بدمشق.
مناقشة منهجية المسح وخطته
ناقش المشاركون في الورشة عدة محاور، شملت منهجية أخذ العينات، ورسم الخرائط، وإعداد القوائم، وجمع الرموز الجغرافية، بهدف صياغة خطة مسح ومناقشة خطواتها التنفيذية. وأكد المشاركون أن المسح العنقودي المتعدد المؤشرات MICS7 يوفر بيانات دقيقة وشاملة حول أوضاع الأطفال والنساء في مختلف المحافظات، ويساعد في دعم صناع القرار لوضع سياسات قائمة على معلومات موثوقة وحديثة. كما يسهم في رصد التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويعزز قدرات الكوادر الوطنية من خلال التدريب والمشاركة في تنفيذ المسوح.
المسح يفيد العمل الحكومي
أكد معاون رئيس هيئة التخطيط والإحصاء للشؤون الإحصائية شامل بدران لمراسلة سانا، أن الورشة تمثل خطوة متقدمة لتنفيذ المشروع على مستوى سوريا. وأوضح أن مؤشرات هذا المسح تفيد العمل الحكومي على نطاق واسع، وتسهم في مواكبة المعايير العالمية في التخطيط الإحصائي، مما يضع اسم سوريا من جديد ضمن التصنيفات والمحافل الدولية، لما يمثله من مسح معياري معتمد.
تأهيل كوادر وطنية
أشار بدران إلى أن المسح يعمل أيضاً على بناء قدرات المؤسسات المحلية من خلال إشراك خبراء دوليين في الورشة وفي تنفيذ المسح لاحقاً، مشدداً على أن الخطة المستقبلية للهيئة تتجه نحو تأهيل خبراء سوريين عبر التدريب النوعي محلياً وإقليمياً.
منهجية علمية معتمدة دولياً
أوضح مستشار رئيس هيئة التخطيط والإحصاء ومدير الإحصاء السكاني المهندس فهمي الفاعوري أن المسح العنقودي المتعدد المؤشرات (MICS7) يُنفذ وفقاً لمنهجية علمية معتمدة دولياً، تتضمن أحدث أساليب جمع البيانات وتحليلها، بالاستناد إلى بروتوكولات ومعايير تضمن الجودة والموثوقية في مختلف مراحل المسح. وأشار الفاعوري إلى أن تنفيذ المسح يتم بالشراكة مع عدد من الجهات الوطنية المعنية، وفي مقدمتها وزارات الصحة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتربية والتعليم، إلى جانب هيئة شؤون الأسرة، ووزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل، والطاقة (في قطاعي مياه الشرب والصرف الصحي)، بما يسهم في تحقيق تكامل الجهود وتعزيز فعالية المسح في دعم السياسات التنموية المعتمدة على البيانات.
خزان معلومات لصناع القرار
من جانبه، بين مدير التنمية المحلية والإقليمية في الهيئة أحمد كيلاني أن المسح من الأدوات الإحصائية المهمة جداً، لما يوفره من قاعدة بيانات ومعلومات تخص جميع القطاعات الحيوية في سوريا، وخاصة خلال السنوات الماضية التي شهدت نقصاً كبيراً في البيانات. وأشار كيلاني إلى أن المسح العنقودي يشكل خزان معلومات يشمل كل شرائح المجتمع، ويخدم جميع المهتمين والمعنيين بوضع السياسات والاستراتيجيات الوطنية، مؤكداً أن مخرجاته ستدعم العمل الميداني وتسهم في نهضة البلد.
دعم التنمية وتقييم أوضاع الفئات المستهدفة
أشارت رئيسة دائرة التعداد والمسوح الأسرية غانيا كاشي إلى أن المسح يوفر بيانات قيّمة لتقييم أوضاع الأطفال والنساء، وتحقيق الأهداف الوطنية وأجندة التنمية المستدامة، كما يساعد في تحديد الفجوات وتقييم البرامج المطبقة وتوجيه التدخلات المستقبلية، إلى جانب تعزيز القدرات الوطنية على تنفيذ المسوح واسعة النطاق وتحليل نتائجها بدقة.