الثلاثاء, 22 يوليو 2025 11:39 PM

أرقام تفضح ادعاءات زعيمة حزب البديل: حقائق حول وضع السوريين في ألمانيا

أرقام تفضح ادعاءات زعيمة حزب البديل: حقائق حول وضع السوريين في ألمانيا

أثارت أليس فايدل، زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، جدلاً واسعاً بتصريحاتها لقناة ARD الألمانية، حيث طالبت بترحيل ما زعمت أنه "215 ألف سوري يجب أن يغادروا ألمانيا"، معتبرة أن سوريا أصبحت "آمنة" بعد الإطاحة ببشار الأسد. إلا أن الأرقام الرسمية والواقع الميداني يكشفان صورة مغايرة تماماً.

وفقاً لبيانات المكتب الاتحادي للإحصاء حتى نهاية عام 2024، يبلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا حوالي 975 ألف شخص. يتمتع أكثر من 700 ألف منهم بتصاريح إقامة لأسباب إنسانية أو قانونية، بينما حصل 71 ألفاً على إقامة دائمة. كما يُقيم نحو 98 ألفاً من السوريين عبر برامج لمّ الشمل العائلي، ويشارك حوالي 6900 سوري في سوق العمل أو برامج التدريب المهني.

في المقابل، لا يتجاوز عدد السوريين المقيمين بدون تصاريح إقامة قانونية 40 ألف شخص، أي أقل من 4% من إجمالي السوريين في البلاد، مما يدحض ادعاء فايدل بوجود 215 ألف سوري غير شرعي. كما تُظهر بيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) وتقرير لمجلة "دير شبيغل" أن عدد السوريين المطلوبين لمغادرة البلاد حتى مارس 2025 لم يتجاوز 10729 شخصاً، 90% منهم مشمولون بحالات "التسامح" التي تُعفيهم مؤقتاً من الترحيل، نظراً للظروف الإنسانية أو الأمنية.

وفيما بلغ عدد الأجانب عمومًا المطلوبين بمغادرة ألمانيا في أبريل 2025 حوالي 224637 شخصاً، لم يُشكّل السوريون سوى نسبة ضئيلة منهم، تتراوح حسب الولايات بين 4% و 35 %. بل إن الحكومة الفيدرالية أكدت في يونيو 2024 أن السوريين ليسوا الغالبية في أي ولاية من الولايات الألمانية.

تُظهر هذه الأرقام بوضوح أن تصريحات أليس فايدل لا تستند إلى وقائع، وجاءت في إطار خطاب سياسي يوظف ملف اللاجئين السوريين بطريقة تفتقر للدقة. وفي الوقت الذي لا يزال فيه الوضع في سوريا معقّداً ومضطرباً، تبقى دعوات الترحيل الجماعي غير واقعية، وتتجاهل التزامات ألمانيا الإنسانية والدولية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: