أعلنت مصادر طبية، الثلاثاء، عن وفاة فلسطيني يعاني من مرض السكري في قطاع غزة، وذلك نتيجة مضاعفات خطيرة نجمت عن سوء التغذية الحاد. وتفاقمت هذه الأزمة بسبب سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي ازدادت حدة في مطلع مارس/ الماضي.
وأفاد مصدر طبي من داخل مستشفى "شهداء الأقصى" الواقع في وسط القطاع، في تصريح لوكالة الأناضول، بأن الفلسطيني "أحمد محمد الحسنات (43 عاما)"، وهو من سكان دير البلح، قد فارق الحياة بسبب معاناته من سوء التغذية الحاد الناتج عن الحصار ونقص الإمدادات.
وأوضح المصدر الطبي أن الحسنات كان يعاني في الأصل من مرض السكري، الأمر الذي زاد من خطورة وضعه الصحي وتأثره بنقص الغذاء.
تأتي هذه الوفاة في ظل تحذيرات متزايدة من جهات فلسطينية رسمية ومنظمات حقوقية، والتي تشدد على الارتفاع المقلق في معدلات الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة، وخاصة بين الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال والمرضى وكبار السن.
وفي مساء يوم الاثنين، فقدت الفلسطينية رحيل محمد رصرص (32 عاما) حياتها في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك نتيجة لمضاعفات مماثلة ناتجة عن سوء التغذية الحاد.
ووفقًا لمصادر طبية تحدثت للأناضول، كانت رصرص تزن حوالي 50 كيلوغرامًا قبل عدة أشهر، ولكن بسبب الحصار الشديد ونقص الغذاء الذي أدى إلى تفشي المجاعة، انخفض وزنها تدريجيًا حتى وصل إلى 25 كيلوغرامًا فقط، مما أدى إلى تدهور حاد في حالتها الصحية.
وفي يوم الأحد، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل في القطاع قد أسفرت عن مقتل 86 فلسطينيا، من بينهم 76 طفلا، وذلك نتيجة لسوء التغذية الناجم عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويشهد قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتفاقم المجاعة القاسية مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.
ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس الماضي، تفشت المجاعة في جميع أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى بشكل خاص.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن سقوط أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى وجود ما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، فضلاً عن مجاعة أزهقت أرواح الكثيرين. الأناضول