الإثنين, 21 يوليو 2025 09:28 PM

إيران والقوى الأوروبية تستأنفان المحادثات النووية في اسطنبول وسط تصاعد التوترات

إيران والقوى الأوروبية تستأنفان المحادثات النووية في اسطنبول وسط تصاعد التوترات

تستأنف إيران محادثات جديدة حول برنامجها النووي مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يوم الجمعة في اسطنبول. وتعتبر هذه المحادثات الأولى من نوعها منذ أن هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية في حزيران/يونيو، في ذروة التوتر بين إسرائيل وطهران.

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اسماعيل بقائي، أن إيران وافقت على عقد جولة جديدة من المحادثات مع ممثلي الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة، استجابة لطلب هذه الدول. وأشار التلفزيون الرسمي إلى أن الاجتماع سيعقد في اسطنبول.

وفي وقت سابق، أفاد مصدر دبلوماسي ألماني بأن برلين وباريس ولندن تواصل العمل بشكل مكثف ضمن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث لإيجاد حل دبلوماسي مستدام وقابل للتحقق للبرنامج النووي الإيراني، وتعتزم عقد اجتماع خلال الأسبوع الجاري.

وكتب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الأحد على إكس: "أظهرت إيران أنها قادرة على إسقاط أي عمل قذر وواهم، لكنها مستعدة على الدوام لمقابلة الدبلوماسية الجادة بالمثل بحسن نية".

وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل في أن طهران تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه إيران، مؤكدة حقها في مواصلة برنامجها النووي لأغراض مدنية.

في 13 حزيران/يونيو، بدأت إسرائيل هجوماً مباغتاً على إيران، مستهدفة على وجه الخصوص منشآت عسكرية ونووية رئيسية.

وفي 22 حزيران/يونيو، شنت الولايات المتحدة ضربات على منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو جنوب طهران، وموقعين نوويين في أصفهان ونطنز.

عقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المفاوضات النووية بوساطة سلطنة عمان قبل أن تشن إسرائيل حربها التي استمرت 12 يوماً ضد إيران.

لكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إلى إسرائيل بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية أنهى المحادثات.

واجتمعت الدول الأوروبية الثلاث آخر مرة مع إيران في جنيف في 21 حزيران/يونيو، قبل يوم واحد فقط من الضربات الأميركية.

في الأثناء، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد اجتماعاً في الكرملين مع علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن لاريجاني نقل تقييمات للوضع المتصاعد في الشرق الأوسط وبشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف أن بوتين أعرب عن مواقف روسيا المعروفة بشأن الطرق التي يمكن من خلالها جعل الوضع مستقرا في المنطقة وحول التسوية السياسية للبرنامج النووي الإيراني.

تقيم موسكو علاقات ودية مع القيادة الإيرانية وتقدم دعماً مهماً لطهران، لكنها لم تدعم شريكتها بقوة خلال الحرب مع إسرائيل حتى بعد انضمام الولايات المتحدة إلى حملة القصف.

نددت موسكو الأسبوع الماضي بتقرير أورده موقع أكسيوس الأميركي يفيد بأن بوتين حضّ إيران على القبول باتفاق مع واشنطن يمنعها من تخصيب اليورانيوم.

أبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقاً نووياً عام 2015 أطلق عليه اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، فرضت بموجبه قيود على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها.

لكن مفاعيل الاتفاق باتت بحكم اللاغية اعتبارا من 2018 خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه وأعادت فرض عقوبات على إيران.

وردت طهران بعد نحو عام ببدء التراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجبه.

وحذر الأوروبيون من أنه إذا لم تعد إيران إلى المحادثات قريبا، فإنهم سيفعلون "آلية الزناد" (سناب باك) الواردة في الاتفاق النووي، وتسمح بإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على طهران في حال عدم امتثالها لبنود الاتفاق. وتنتهي مهلة تفعيل الآلية في تشرين الأول/أكتوبر.

وقال عراقجي بعد اتصال هاتفي مع نظرائه الأوروبيين الجمعة إنه لا يوجد أي "أساس أخلاقي أو قانوني" لإعادة تفعيل العقوبات.

وكتب عراقجي يوم الأحد على إكس: "من خلال أفعالها وتصريحاتها، بما في ذلك تقديم الدعم السياسي والمادي للعدوان العسكري غير المبرر وغير القانوني للنظام الإسرائيلي والولايات المتحدة… تنازلت الدول الأوروبية الثلاث عن دورها بصفتها مشاركة في الاتفاق النووي".

مشاركة المقال: