الإثنين, 21 يوليو 2025 02:19 AM

واشنطن مصدومة من القصف الإسرائيلي على دمشق وتلوح بتغيير موقفها

واشنطن مصدومة من القصف الإسرائيلي على دمشق وتلوح بتغيير موقفها

أفاد ستة مسؤولين أمريكيين لموقع “أكسيوس” بأن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في السويداء، والذي كان يهدف إلى وقف التصعيد في سوريا يوم الجمعة، انتهى بقلق متزايد من البيت الأبيض تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وسياساته الإقليمية. وكشف المسؤولون، اليوم الأحد 20 تموز، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم ينتقد علنًا حتى الآن، وما إذا كان يشارك مستشاريه "إحباطاتهم" أو "مخاوفهم الأخيرة" بشأن تصرفات إسرائيل في سوريا غير واضح.

وذكر مسؤول أمريكي أن القصف في سوريا فاجأ الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض، مضيفًا أن "الرئيس لا يروق له مشاهدة القنابل تلقى على التلفاز، في بلد يسعى إلى السلام فيه، خاصة وقد أصدر إعلانًا هامًا للمساعدة في إعادة إعماره".

وكانت إسرائيل قد استهدفت في 16 تموز نقاطًا لوزارة الدفاع في الجنوب السوري، ثم صعدت ضرباتها ودمرت مبنى رئاسة الأركان وسط دمشق، وقصفت قصر الرئاسة.

رسائل غاضبة لإدارة ترامب

دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، نتنياهو وفريقه إلى التوقف يوم الأربعاء، ووافق نتنياهو على ذلك مقابل انسحاب الجيش السوري من السويداء. ولكن بحلول ذلك الوقت، كانت دول، بما في ذلك تركيا والسعودية، قد نقلت رسائل غاضبة إلى إدارة ترامب بشأن تصرفات إسرائيل، كما اشتكى العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين مباشرة إلى ترامب بشأن نتنياهو.

وكان من بين هؤلاء المسؤولين، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، ومبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، وكلاهما من الأصدقاء المقربين لترامب، وفقًا لمسؤول أمريكي.

وكان الاعتقاد السائد في البيت الأبيض أن نتنياهو قصف سوريا بسبب ضغوط داخلية من الأقلية الدرزية في إسرائيل واعتبارات سياسية أخرى. وقال مسؤول أمريكي إن "الأجندة السياسية لنتنياهو تسيطر على حواسه، وسوف يتبين أن هذا خطأ كبير ارتكبه على المدى الطويل". وأفاد مسؤول أمريكي آخر أن الضرر الذي ألحقه الإسرائيليون بسمعتهم في البيت الأبيض خلال الأسبوع الماضي، لم يبد أي أثر يذكر.

إسرائيل استغربت الرفض الأمريكي

فوجئ الإسرائيليون بالرفض الأمريكي للضربات على سوريا، بحسب المصادر التي نقل عنها الموقع الأمريكي. وصرح مسؤول إسرائيلي كبير أن ترامب شجع نتنياهو على الاحتفاظ بأجزاء من سوريا خلال أسابيعه الأولى في منصبه، ولم يعرب في السابق عن مخاوفه بشأن تدخلات إسرائيل في البلاد.

وأوضح المسؤول أن إسرائيل لم تتدخل إلا بعد أن أشارت معلومات استخباراتية إلى تورط الحكومة السورية في هجمات ضد الدروز، نافيًا أي اعتبارات سياسية داخلية. وعلق المسؤول الإسرائيلي الكبير قائلًا: "الولايات المتحدة تريد الحفاظ على استقرار الحكومة السورية الجديدة، ولا تفهم سبب هجومنا على سوريا، بسبب الهجمات على الطائفة الدرزية هناك، وحاولنا أن نشرح لهم أن هذا هو التزامنا تجاه الطائفة الدرزية في إسرائيل".

لكن مسؤولًا أمريكيًا كبيرًا، بحسب توصيف الموقع، قال إن إسرائيل لا ينبغي أن تكون قادرة على أن تقرر ما إذا كانت الحكومة السورية قادرة على ممارسة سيادتها على مواطنيها وأراضيها. واعتبر أن السياسة الإسرائيلية الحالية ستؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في سوريا، وفي مثل هذا السيناريو، ستخسر الطائفة الدرزية وإسرائيل على حد سواء.

وأشار التقرير إلى أنه لم تكن هذه المرة الأولى التي يختبر فيها نتنياهو صبر ترامب، إذ حذر مسؤولون أمريكيون تحدثوا إلى “أكسيوس”، من أن حظ نتنياهو، وحسن نية ترامب، قد ينفد.

تلوح بتغيير الموقف

في المقابل وفيما يخص العلاقة بدمشق، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إنه يجب على سلطة دمشق إنهاء كارثة الجنوب السوري، إذا أرادت الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية خالية من تنظيم “الدولة الإسلامية” والسيطرة الإيرانية. وذلك عبر استخدام قواتها الأمنية، لمنع تنظيم “الدولة”، وأي جهاديين “عنيفين” آخرين، من دخول المنطقة وارتكاب المجازر.

وطالب وزير الخارجية، عبر منصة “إكس“، اليوم، بمحاسبة وتقديم أي شخص مذنب بارتكاب فظائع إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها، وبوقف عمليات اغتصاب وقتل الأبرياء، التي حدثت ولا تزال تحدث.

دمشق أخطأت بفهم “الضوء الأخضر”

وكشفت ثمانية مصادر مطلعة لوكالة “رويترز“، أن الحكومة السورية “أخطأت في تفسير كيفية رد إسرائيل”، على نشر قواتها جنوبي سوريا، بعدما شجعتها رسالة الولايات المتحدة بأن “سوريا يجب أن تحكم كدولة مركزية”.

وقالت المصادر إن إسرائيل نفذت ضربات على القوات الحكومية وعلى دمشق، في 16 تموز، في تصعيد فاجأ الحكومة السورية، بعد اتهامات تم توجيهها بقتل العشرات في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية.

اعتقدت دمشق أنها حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة وإسرائيل لإرسال قواتها إلى الجنوب على الرغم من أشهر من التحذيرات الإسرائيلية بعدم الاقتراب من الجنوب السوري، بحسب ما نقلته المصادر التي تضم مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين ودبلوماسيين ومصادر أمنية وإقليمية، لرويترز.

وشهدت محافظة السويداء، منذ 13 تموز، تصعيدًا عنيفًا تخلله اشتباكات وانتهاكات متبادلة بين عشائر البدو وفصائل محلية موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، ومن قوى الأمن ووزارة الدفاع.

مشاركة المقال: