الخميس, 17 يوليو 2025 06:57 PM

الرئيس السوري المؤقت يفوض الدروز بإدارة الأمن في السويداء لتجنب المواجهة مع إسرائيل

الرئيس السوري المؤقت يفوض الدروز بإدارة الأمن في السويداء لتجنب المواجهة مع إسرائيل

أعلن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، فجر اليوم الخميس 17 من تموز، عن تفويض بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في محافظة السويداء، وذلك بعد انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي من المنطقة. وأكد الشرع، في كلمة نقلتها "رئاسة الجمهورية"، أن هذا القرار جاء لتجنب مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، مشددًا على أن "الدروز جزء أصيل من نسيج الوطن".

ورصدت عنب بلدي انسحاب أرتال وزارة الدفاع والداخلية من السويداء في الجنوب باتجاه دمشق ومناطق أخرى في شمالي سوريا. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن قوات الجيش السوري بدأت، مساء الأربعاء 16 من تموز، الانسحاب من السويداء تطبيقًا لاتفاق مبرم بين الدولة ومشايخ الطائفة الدرزية، وذلك "بعد انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة على القانون".

وأوضح الشرع أن الدولة السورية تدخلت بكل مؤسساتها وقياداتها لوقف القتال الداخلي الذي جرى في السويداء بين مجموعات مسلحة من السويداء ومناطق مجاورة، نتيجة خلافات قديمة. وأضاف أنه بدلًا من مساعدة الدولة في تهدئة الأوضاع، ظهرت مجموعات خارجة عن القانون اعتادت الفوضى والعبث وإثارة الفتن. ووفقًا للشرع، فإن "قادة هذه العصابات هم أنفسهم من رفضوا الحوار لأشهر عديدة، واضعين مصالحهم الشخصية الضيقة فوق مصلحة الوطن، وارتكبوا في الأيام الأخيرة ما ارتكبوا من الجرائم بحق المدنيين".

وأشار إلى أن وزارتي الدفاع والداخلية نفذتا انتشارًا واسعًا في محافظة السويداء، في إطار الجهود المبذولة لضبط الأمن وإنهاء حالة التصعيد التي شهدتها المنطقة، ونجحتا في إعادة الاستقرار وطرد الفصائل الخارجة عن القانون، على الرغم من التدخلات الإسرائيلية. يذكر أن التوتر اندلع بسبب عمليات خطف متبادل بين عشائر على تخوم السويداء وفصائل محلية، وتطور إلى اشتباكات مسلحة، تدخلت على إثرها قوات وزارة الدفاع والداخلية. وبينما توصلت الحكومة إلى اتفاق مع وجهاء وقادة محليين، رفض آخرون الاتفاقية وشنوا هجمات مضادة بغطاء إسرائيلي.

وأكد الرئيس السوري أن "الكيان الإسرائيلي لجأ إلى استهداف موسع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود، ما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق". وأوضح الشرع أن التدخل الفعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية أنقذ المنطقة من مصير مجهول، وكان هناك خياران: "إما الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، أو فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل".

واعتبر الشرع أن الخيار الأمثل في هذه المرحلة هو "اتخاذ قرار دقيق لحماية وحدة وطننا وسلامة أبنائه بناءً على المصلحة الوطنية العليا"، ولهذا السبب قرر تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء. وأضاف: "قد تكون قادرًا على بدء الحرب ولكن ليس من السهل أن تتحكم في نتائجها، فنحن أبناء هذه الأرض والأقدر على تجاوز كل محاولات الكيان الإسرائيلي الرامية إلى تمزيقنا، وأصلب من أن تزعزع عزيمتنا بفتن مفتعلة".

واتهم الشرع إسرائيل بـ "استخدام كل الأساليب لزرع النزاعات والصراعات"، مؤكدًا أن "السوريين بتاريخهم الطويل رفضوا كل انفصال وتقسيم". وأشار إلى أن "امتلاك القوة العظيمة لا يعني بالضرورة تحقيق النصر، كما أن الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى".

يذكر أن إسرائيل استهدفت بعدد من الغارات مواقع الجيش السوري ونقاطه في الجنوب السوري، ثم رفعت التصعيد ودمرت مبنى وزارة الدفاع وسط دمشق وقصر الرئاسة. وأكد الشرع محاسبة من تجاوز وأساء للأهل من طائفة الموحدين الدروز، لأنهم في حماية الدولة ومسؤوليتها، والقانون والعدالة يحفظان حقوق الجميع دون استثناء. وأضاف الرئيس السوري أن "الدروز جزء أصيل من نسيج هذا الوطن، وسوريا لن تكون أبدًا مكانًا للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها".

وشهدت حملة وزارة الدفاع انتهاكات بحق مدنيين وعسكريين محليين، وقابلتها انتهاكات مماثلة من الفصائل المحلية بحق قوى الأمن، وسط أنباء عن إعدام العشرات منهم.

مشاركة المقال: