الإثنين, 7 يوليو 2025 12:11 PM

توقف مركز الأبزمو الصحي يهدد حياة 50 ألف نسمة في ريف حلب: نداء استغاثة لإنقاذ القطاع الصحي

توقف مركز الأبزمو الصحي يهدد حياة 50 ألف نسمة في ريف حلب: نداء استغاثة لإنقاذ القطاع الصحي

في ظل الأزمة الصحية المتفاقمة وغياب الدعم في شمال غربي سوريا، توقف مركز "الأبزمو" الصحي عن تقديم خدماته بشكل كامل، مما يهدد حياة أكثر من 50 ألف نسمة. وعلى الرغم من المحاولات الفردية لإبقاء المركز مفتوحًا بإمكانيات محدودة، إلا أن هذه الجهود التطوعية لم تعد كافية لتلبية الاحتياجات الطبية الأساسية للسكان.

أوضح فيصل العبد، المدير الإداري للمركز، أن المركز كان يقدم خدماته لبلدة الأبزمو والقرى المجاورة مثل السحارة، تقاد، تديّل، كفر عمة، القصر، بالإضافة إلى عدد من المخيمات قرب درعان. وأضاف أن المركز كان يستقبل شهريًا ما بين 4500 إلى 5000 مستفيد، عبر أقسام متعددة تشمل العيادات الداخلية، وعيادات الأطفال والنساء والأسنان، بالإضافة إلى قسم المخبر والصيدلية، فضلًا عن خدمات الصحة المجتمعية والدعم النفسي.

وأشار العبد إلى أن المركز يعمل بشكل جزئي رغم الوعود التي تلقاها من منظمة سامز بعودة الدعم منذ مطلع يوليو وحتى نهاية العام. وأكد أن بعض الكوادر يواصلون عملهم تطوعًا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لكن المركز فعليًا شبه متوقف، مما أثر بشكل مباشر على مستوى الخدمات الطبية المتاحة للسكان.

من جانبه، أكد الناشط المحلي أحمد حجازي أن توقف المركز لم يكن الأول من نوعه، حيث سبقه إغلاق مركز صحي آخر في مدينة الأتارب نتيجة توقف التمويل. وأشار إلى أن غياب الدعم ترك المنطقة دون أي بدائل طبية تقريبًا، مما فاقم معاناة الأهالي الذين يعانون أصلًا من ضعف القدرة المادية وندرة وسائل النقل.

ووصف عمر، أحد سكان الأبزمو، إغلاق المركز بـ"الكارثة الحقيقية"، مشيرًا إلى أن التهميش التدريجي للقطاع الصحي بدأ بعد تحرير المناطق من سيطرة النظام. وأوضح أن أقرب مركز طبي يبعد عنهم أكثر من 10 كيلومترات، مما يشكل عبئًا نفسيًا وماديًا كبيرًا على المرضى، خاصة كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. وناشد وزارة الصحة والمؤسسات المعنية بتحمل مسؤولياتها ودعم المركز لضمان استمرارية الرعاية الصحية.

ويرى جمال الحسن، أحد السكان، أن توقف المركز هو حلقة ضمن سلسلة من الانهيارات التي تطال القطاع الطبي في ريف حلب. وأشار إلى أنه بعد توقف مركز دارة عزة وغيره من المرافق الصحية، أصبح السكان في مواجهة يومية مع خطر غياب العلاج. وأكد أن غياب هذه المراكز يعني حرمان الكثيرين من حقهم في العلاج، خاصة في ظل الوضع المعيشي المتدهور وارتفاع تكاليف النقل. واختتم حديثه بالتعبير عن أمله في تحرك سريع لإعادة فتح المراكز الصحية وتوسيعها لتشمل قرى وبلدات جديدة، خاصة تلك التي دُمرت بالكامل خلال سنوات الحرب.

مشاركة المقال: