يستمر سكان مدينة الحولة في ريف حمص الشمالي في معاناتهم نتيجة التهميش الإداري والخدمي المتزايد، وذلك في ظل غياب الإرادة السياسية والتنفيذية. على الرغم من أن المنطقة تشكل كتلة عمرانية واجتماعية واحدة تمتد عبر عدة بلدات، وتضم آلاف السكان الذين يعانون منذ سنوات من نقص الخدمات الأساسية، إلا أن الجهود المحلية المتواضعة لم تنجح في سد هذه الفجوة.
أكد أبو علي شنو، أحد سكان الحولة، لمنصة سوريا ٢٤ أن الواقع الخدمي في المنطقة يواجه تحديات كبيرة، مشيراً إلى وجود مشاكل في شبكة الصرف الصحي، بالإضافة إلى نقص محولات الكهرباء، وعدم توفر وسائل النقل الداخلي بين أحياء المدينة وبلداتها المحيطة. وأضاف أن الأهالي يرون أن المشاكل كثيرة ومتشابكة، ولا توجد جهة رسمية تتحمل المسؤولية الكاملة عن تقديم الحلول، معربين عن شعورهم بالإحباط المتزايد.
وطالب أبو علي شنو بتغيير التصنيف الإداري الحالي للمنطقة، مؤكداً على ضرورة اعتبار الحولة مدينة موحدة تتبع لها البلدات المحيطة بها إدارياً وخدمياً، مثل تلدو، وكفرلاها، وتلذهب، والطيبة. وأوضح أن هذه البلدات ليست مجرد بلدات متجاورة، بل هي وحدة متكاملة اقتصادياً واجتماعياً، وأن استمرار معاملة الحولة كمجموعة قرى لا كمدينة مركزية أمر غير منصف.
أشار المكتب الإعلامي لمنطقة الحولة، في منشور على منصة “فيسبوك”، إلى شكاوى الأهالي من استمرار الفراغ الإداري في المنطقة منذ أكثر من سبعة أشهر، وتأثيره المباشر على حياة المواطنين اليومية، حيث توقفت العديد من المشاريع التنموية، وتفاقمت المشاكل الخدمية. وطالب الأهالي الجهات المعنية في محافظة حمص بالإسراع في تعيين إدارة محلية جديدة قادرة على تحمل المسؤوليات ومحاسبة المقصرين.
أكد سكان المنطقة أنهم قدموا الكثير من التضحيات، ويستحقون العيش في ظل إدارة فعالة تؤمن لهم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، بعيداً عن الإهمال والتهميش المستمر. وقد وصلت العشرات من الشكاوى إلى المكتب الإعلامي لمنطقة الحولة، تعبر عن استياء واسع من استمرار الفراغ الإداري، وتدهور الخدمات، وتعطل المشاريع، وغياب الجهة المسؤولة عن التنفيذ والمتابعة.
أوضح قتيبة الناصر، المسؤول الإداري في منطقة الحولة، لمنصة سوريا ٢٤ أن المنطقة تضم مدينتين أساسيتين هما تلدو وكفرلاها، وبلدتين هما تلذهب والطيبة، وهي جميعاً تشكل وحدة عمرانية واحدة. وأشار إلى أن الواقع الخدمي في الحولة “كحال بقية المناطق السورية”، حيث لا تزال الموارد المالية محدودة، والهيكلة الإدارية متأخرة، لكن الجهود المحلية تُبذل ضمن الإمكانيات المتاحة. وأضاف أن أبرز مطالب الأهالي تتركز حول توفير الخبز، المياه، الصرف الصحي، الطرقات، خدمات النقل، الصحة، التربية، الاتصالات، وجمع النفايات.
وعلى الرغم من المصاعب، ذكر الناصر أن هناك عدداً من المشاريع الخدمية التي تم إنجازها أو ما زالت قيد التنفيذ، ومنها:
- إنجاز حافة الجسر الرابط بين بلدتي الطيبة وتلدو.
- ترميم قوس مدخل الحولة، وهو قيد الإنجاز.
- دعم وافتتاح مركز التوليد في كفرلاها بالتعاون مع المنطقة الصحية.
- العمل على افتتاح مركز للمعالجة الفيزيائية في تلدو.
- ترميم مسجد الحيصة وتركيب النوافذ والأبواب مع فرش كامل.
- فرش مصلى في مسجد الشهداء بتلدو، ومسجد صغير في شعبة الأوقاف.
- العمل على إصلاح الصرف الصحي.
- إطلاق مبادرات مجتمعية لإنارة الطرقات وتشجير الأرصفة ودهانها.
- المشاركة في الفعاليات المجتمعية وتنظيم معارض محلية.
- متابعة عمل الأفران وضمان استقرار توزيع الخبز.
- التركيز حالياً على إعادة تأهيل محطة الصرف الصحي وتفعيل دورها بشكل كامل.