الإثنين, 7 يوليو 2025 05:53 AM

الأتارب تحيي الذكرى الـ 13 لتحريرها: رمز للصمود في وجه النظام السوري

الأتارب تحيي الذكرى الـ 13 لتحريرها: رمز للصمود في وجه النظام السوري

أحيت مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، يوم أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لتحريرها من قوات النظام السوري، وسط أجواء احتفالية ممزوجة بالفرح والوفاء. استذكر الحاضرون تضحيات الذين سقطوا دفاعًا عن الحرية، مؤكدين على أن الأتارب ستبقى واحدة من أوائل المدن الثائرة وأهم معاقل الثورة في شمال غرب سوريا.

يعود تاريخ التحرير إلى 2 تموز 2012، بعد مقاومة طويلة توجت بمعركة فاصلة في 14 شباط 2012. خلال هذه المعركة، واجه أبناء المدينة قوات النظام السوري ببسالة، مما أسفر عن مقتل نحو 135 عنصرًا من قوات الأسد، وفقًا لما أفاد به الناشط المحلي أحمد هاشم لمنصة .

وأكد هاشم أن المعركة لم تكن مجرد عمل عسكري، بل كانت صرخة من مدينة رفضت الظلم وأصرت على نصرة درعا وجميع المدن السورية التي نادت بالحرية.

من سطّر النصر؟

قاد عملية تحرير الأتارب مجموعة من القادة، من أبرزهم مصطفى عبد الرزاق وأحمد الفج، بالإضافة إلى مجموعات ثورية تنتمي إلى مكونات محلية وأخرى من القرى المجاورة. رفضت المدينة الاستسلام، على الرغم من سيطرة قوات النظام على وسطها مؤقتًا، إلا أنها فشلت في فرض سيطرتها الكاملة بسبب المقاومة الشعبية والمسلحة التي انطلقت من الأحياء والأطراف المحررة.

واعتبر الناشط يوسف عبيد أن الأتارب واكبت مراحل الثورة منذ بدايتها، وصرح لمنصة بأن المدينة لم تنتظر وصول الثورة إليها، بل خرجت لنصرة درعا منذ الأيام الأولى، وكانت من أوائل المدن التي كسرت حاجز الخوف، مؤكدًا أن دماء الشهداء لن تذهب سدى.

تضمنت الفعالية كلمات ألقاها ممثل محافظة حلب باسم المؤسسات المدنية، وتحدث مدير منطقة الأتارب مؤكدًا أن هذه الذكرى ليست مجرد مناسبة احتفالية، بل هي عهد متجدد بأن تبقى الأتارب حرة، متماسكة، وعصية على الانكسار. كما ألقى أحد قادة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) كلمة حيا فيها أرواح الشهداء، واستذكر دور متطوعي المدينة الذين سقطوا أثناء إنقاذ الجرحى خلال المعارك والغارات.

بدأت الفعالية بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلتها كلمات رسمية وشعبية، ثم فقرة إنشادية حملت أهازيج الثورة الأولى.

من الذاكرة إلى المستقبل

أوضح محمود أبو شحود لمنصة أن تحرير الأتارب لم يكن نهاية المطاف، بل بداية طريق نحو سوريا جديدة، ننتقل فيها من معاول الهدم التي أسقطت النظام إلى معاول الإعمار التي تبني الوطن. وأضاف أن الاحتفال بذكرى النصر هو أيضًا غرس لبذور الأمل نحو الحرية والدولة التي تليق بتضحيات الشهداء.

تُعد مدينة الأتارب من أوائل مدن ريف حلب الغربي التي انتفضت في وجه النظام السوري، حيث لم تتأخر في إعلان انحيازها لمطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة. فمنذ نيسان/أبريل 2011، خرج أبناء الأتارب في مظاهرات حاشدة دعمًا لدرعا، المدينة التي فجّرت شرارة الثورة، ورفعوا شعارات الوحدة ونصرة المظلومين.

مع تصاعد الحراك السلمي وتحول المواجهة إلى صراع مسلح، لعبت الأتارب دورًا مركزيًا في دعم فصائل المقاومة، حتى تمكنت من تحرير المدينة بالكامل في 2 تموز 2012، بعد معارك خاضها ثوارها بالتنسيق مع بلدات مجاورة مثل عنّدان، تفتناز، وريف إدلب الغربي. ورغم مرور ثلاثة عشر عامًا على هذا التحرير، لا تزال الأتارب تجسد رمزًا حيًا للصمود والانتماء العميق للثورة السورية، وذاكرة الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن أرضها وقرارها الحر.

مشاركة المقال: