الجمعة, 4 يوليو 2025 08:33 PM

الرقة بعد الأسد: رموز النظام القديم تعيق التحول وتثير استياء السكان

الرقة بعد الأسد: رموز النظام القديم تعيق التحول وتثير استياء السكان

بعد مرور أكثر من نصف عام على انتهاء حكم نظام الأسد في سوريا، وعلى الرغم من مرور اثني عشر عامًا على خروج الرقة من سيطرته، لا تزال المدينة تحتفظ ببعض رموز تلك الحقبة، مما يبرز التحديات المعقدة التي تواجه التحول السياسي والاجتماعي.

رموز باقية:

تتضمن هذه الرموز أسماء مرتبطة بالنظام السابق لا تزال مستخدمة في بعض الأماكن والمرافق العامة. على سبيل المثال، قرية الأسدية الواقعة شمال الرقة لا تزال تُعرف بهذا الاسم في الدوائر الحكومية. كذلك، مزرعة تشرين تعتبر من المواقع المرتبطة بتاريخ النظام السياسي. بالإضافة إلى ذلك، يحمل دوار باسل اسم باسل الأسد، بينما يذكر دوار أمن الدولة بجهاز الأمن المركزي للنظام، الذي كان يمثل القمع والسيطرة.

استياء شعبي:

يعبر سكان الرقة عن استيائهم من استمرار هذه الرموز، معتبرين أنها تعرقل عملية التغيير وبناء هوية جديدة للمدينة. وأكد أحمد العلي في تصريح خاص، أن تغيير هذه الأسماء ضروري لإعادة بناء هوية المدينة وتأكيد الحرية التي يطالب بها الأهالي.

شهادات من المدينة:

يقول محمد السالم، أحد سكان المدينة، عن مشاعره تجاه دوار أمن الدولة: "كلما مررت بجواره، أشعر بعذاب الماضي الذي نريد نسيانه. هذه الرموز تذكرنا بالقهر ونحن بحاجة إلى بداية جديدة." وتضيف ليلى العبد أن الاحتفاظ بهذه الأسماء يجعل الحاضر انعكاسًا للماضي المؤلم، مؤكدة أن المستفيد الوحيد من بقاء هذه الرموز هم من يرغبون في استمرار النظام بأشكال مختلفة.

دلالات وآثار:

يشير استمرار هذه الرموز إلى جوانب ثقافية واجتماعية يصعب إزالتها بسرعة، ويعكس التأثير العميق للنظام في ذاكرة السكان. هذا الواقع يظهر تعقيدات الهوية السياسية والاجتماعية التي تواجه المدينة في مرحلة ما بعد النزاع.

تطلعات نحو التغيير:

يأمل أهالي الرقة في إحداث تغييرات تتناسب مع واقعهم الجديد، بما في ذلك إزالة أو تعديل الرموز التي لا تعبر عن تطلعاتهم للحرية والعدالة، وتعزيز هوية المدينة. وأكدت فاطمة الأحمد، إحدى ناشطات المجتمع المدني، على ضرورة إزالة هذه الرموز، قائلة: "نحن نريد مدينة تعكس أصالة أهلها وحريتهم، وإزالة هذه الرموز هي خطوة أساسية نحو بناء مستقبل يملؤه السلام والكرامة."

تحديات ما بعد النظام:

على الرغم من سقوط النظام، تبقى آثاره واضحة في الرموز والأسماء المحيطة بالسكان، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه إعادة البناء الاجتماعي والسياسي في الرقة. هذا الواقع يشكل دعوة للتكاتف والعمل الجماعي من أجل مستقبل أفضل.

مشاركة المقال: