الخميس, 3 يوليو 2025 08:06 AM

بعد سنوات من التوقف: الأحوال المدنية في السقيلبية تستأنف خدماتها لأكثر من 50 قرية وبلدة

بعد سنوات من التوقف: الأحوال المدنية في السقيلبية تستأنف خدماتها لأكثر من 50 قرية وبلدة

استأنفت دائرة الأحوال المدنية في مدينة السقيلبية بريف حماة الغربي استقبال المراجعين وتسجيل مختلف الوقائع المدنية، وذلك بعد توقف دام لسنوات. وقد شهدت الدائرة إقبالاً كبيراً من السكان الذين عبروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة، معتبرين إياها "خطوة نحو العودة الطبيعية".

وأفاد مراسل منصة في حماة بأن دائرة الأحوال المدنية في السقيلبية، التي تعتبر من الدوائر الرئيسية التي تخدم أكثر من 50 قرية وبلدة في المنطقة، قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية إقبالاً ملحوظاً من المواطنين الراغبين في استخراج قيود رسمية للولادات، وتثبيت الوفيات، بالإضافة إلى طلبات الطلاق والزواج.

وأشار المراسل إلى أن البيانات المدنية المستخرجة من الدائرة يتم ربطها مركزياً مع المديرية العامة للأحوال المدنية في وزارة الداخلية، ومن ثم يتم تعميمها تباعاً على باقي المناطق المجاورة، وخاصة ناحيتي قلعة المضيق والزيارة، وذلك ضمن خطة شاملة لإعادة تفعيل الخدمات الأساسية في كامل المحافظة.

من جهتها، أوضحت مديرة دائرة الأحوال المدنية في السقيلبية، وطفة اليوسف، أن أبرز أنواع الوثائق التي يتم استخراجها حالياً تشمل: تسجيل الولادات، وإخراج قيد فردي أو عائلي، وتثبيت بيانات الوفاة، وتوثيق حالات الطلاق. وأكدت في حديث لمنصة ، أن جميع تلك الخدمات تقدم مجاناً دون أي رسوم، تنفيذاً لتوجيهات وزارة الداخلية الهادفة إلى تسهيل الإجراءات على المواطنين.

وأضافت أن الإقبال كان كثيفاً منذ اليوم الأول لاستئناف العمل، مشيرة إلى أن الحاجة الملحة لهذه الوثائق لدى المواطنين كانت الدافع الأساسي وراء هذا الزخم، خاصة مع أهمية وجود قيود رسمية في مختلف الجوانب الحياتية، سواء في المعاملات الرسمية أو التعليم أو السفر.

بدوره، أعرب خالد لطوف، أحد أبناء منطقة سهل الغاب الذي عاد مؤخراً إلى قريته بعد سنوات من النزوح، عن سعادته باستئناف العمل في دائرة الأحوال المدنية بالسقيلبية. وقال لطوف في حديث لمنصة : "كانت كل وثيقة مدنية تتطلب منا التنقل إلى مناطق بعيدة ومتعبة، مثل معبر كفرلوسين شمال إدلب، وهو ما كان يشكل عبئاً مادياً ونفسياً كبيراً علينا، الآن وبعد فتح المركز هنا، أصبح بإمكاننا استخراج الوثائق بسهولة دون الحاجة للتنقل إلى مناطق النزاع أو الحدود".

ويأتي هذا التطور في سياق جهود الحكومة السورية لإعادة تفعيل المؤسسات الخدمية في المناطق التي شهدت تحسناً نسبياً في الوضع الأمني، حيث تسعى الوزارات المعنية إلى تقريب الخدمات من المواطنين وتوفير الوقت والجهد عليهم، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد.

وتُعَدّ السقيلبية من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية في ريف حماة، لما تتمتع به من موقع جغرافي مركزي يربط بين مناطق متعددة، إضافة إلى كثافة السكان التي تقطن فيها والمقدرة بنحو مئة ألف نسمة، وفق إحصائيات محلية غير رسمية.

تجدر الإشارة إلى أن محافظة حماة تضم شبكة خدمات مدنية تشمل خمسة مراكز فرعية بالإضافة إلى الدوائر الرئيسية في المدينة، وهي موزعة على مناطق مختلفة لتسهيل الوصول إليها، في ظل التحديات اللوجستية التي لا تزال تواجه قطاع الخدمات في عموم البلاد.

مشاركة المقال: