الثلاثاء, 1 يوليو 2025 11:55 PM

لماذا لم يتمكن ترامب من اغتيال خامنئي؟ وما الذي يمنع العرب من التدخل ضد إيران؟ نتنياهو يعلن نهاية القومية العربية.. وتساؤلات حول مصلحة ترامب الشخصية في ضرب إيران نووياً

لماذا لم يتمكن ترامب من اغتيال خامنئي؟ وما الذي يمنع العرب من التدخل ضد إيران؟ نتنياهو يعلن نهاية القومية العربية.. وتساؤلات حول مصلحة ترامب الشخصية في ضرب إيران نووياً

تستعد إيران على ما يبدو لهجوم إسرائيلي محتمل، قد يتجدد بعد الهدنة التي تبدو "هشة" والتي جاءت عقب حرب الـ 12 يومًا. وحذر وحيد أحمدي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، من مؤشرات تدل على استعداد الاحتلال الإسرائيلي لشن هجوم جديد على إيران، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم سيحظى بدعم عسكري غربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.

يثار التساؤل عما إذا كانت إسرائيل قد اندفعت نحو الهدنة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف التحضير لهجوم أكبر، خاصة في ظل عجز منظومة القبة الحديدية عن صد الصواريخ الإيرانية الباليستية، التي استهدفت البنية التحتية وتسببت في تشريد الإسرائيليين وإبقائهم بلا مأوى.

من جهته، أقر الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" العبرية، ران أديليست، بالنصر الإيراني، قائلاً إن "إسرائيل كانت ترغب بلا شك في التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين، وأفترض أننا سنفهم قريبًا ما الذي أصابها، لأن الصواريخ التي سقطت على تل أبيب وضواحيها، وخلّفت وراءها دمارًا في الأحياء، تقضي على الشعور بالنصر، وتعرض ائتلاف اليمين للخطر، وربما الخوف من دخول حزب الله بمئات الصواريخ".

لا تبدي إيران أي خشية من الهجوم الإسرائيلي المحتمل، حيث أكد البرلماني الإيراني استعداد بلاده لعدوان جديد، معلنًا أن بلاده "في كامل الجهوزية لمواجهة أي هجوم محتمل، وسترد هذه المرة بإمكانات دفاعية وهجومية جديدة ومتطورة".

تتأكد الشكوك حول عدم تدمير الهجوم الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية، على عكس ما صرح به ترامب الذي قال إن العملية "قضت تمامًا وكاملة" على البرنامج النووي الإيراني. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الولايات المتحدة حصلت على اتصالات هاتفية تم اعتراضها بين كبار المسؤولين الإيرانيين، أثناء مناقشتهم للضربات العسكرية التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني.

ونقلت الصحيفة عن أربعة أشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية السرية المتداولة داخل الحكومة الأمريكية، أن الإيرانيين قالوا خلال المكالمة الهاتفية إن الهجوم كان أقل تدميرا مما توقعوا، وتضمن الاتصال تكهنات مسؤولين حكوميين إيرانيين حول سبب عدم كون الضربات التي وجهها الرئيس دونالد ترامب مدمرة وواسعة النطاق كما توقعوا.

في حين تباهى الرئيس الأمريكي بتجنيب المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي موتة بشعة ومهينة، يبدو أن ذلك التباهي ليس واقعيًا تمامًا، ويعود لمخاوف أمريكية حال الإقدام على اغتيال الخامنئي. وقال رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق ديفيد بتريوس إن رفض دونالد ترامب التوجه الإسرائيلي باغتيال المرشد علي خامنئي سببه حالة عدم اليقين بشأن السلاح ونوعية المقاتلين في إيران وحولها.

أوضح بتريوس: "كنت قائدا عسكريا في العراق عندما تورطت إيران في قتل مئات الجنود والعسكريين. لذلك لن أذرف دمعة إذا سقط هذا النظام، ولكنني لست واثقا مما قد يأتي بعده، ولدي قلق مما قد يحدث لاحقا".

ويشرح رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق سبب خوف العرب من الحرب، وعدم تدخلهم بالقول إن "الدول العربية تراقب ما يحدث من كثب، وهذا أمر بديهي، لكنها بالتأكيد لا ترغب في التورط".

ويبدو أن إيران قد حققت الردع المرعب للمجاورين لها، حيث قال رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق أن "لا أحد يريد أن يرى بنيته التحتية تتعرض للضرر، كما فعلت إيران مع منشأة بقيق النفطية السعودية قبل عدة سنوات، ولا يريدون أن يروا الحوثيين يطلقون الصواريخ عليهم مجددًا".

فيما كان يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه دمر قدرات إيران الصاروخية في عدوانه الأخير، عاد وحذر نتنياهو من أن البرنامج النووي الإيراني والقدرات الصاروخية لطهران يشكلان "تحديًا وجوديًا" لبلاده.

يبدو أن "الخطر العربي" على دولة الاحتلال الإسرائيلي لم يعد موجودًا تمامًا، بعد سقوط سورية، ومن قبلها العراق، وليبيا، و"تحييد" مصر. واعتبر نتنياهو أن "الخطر الإيراني يفوق التهديد الذي مثلته تاريخيًا القومية العربية"، محذرًا من أن البرنامج النووي الإيراني والقدرات الصاروخية لطهران يشكلان "تحديًا وجوديًا" لإسرائيل.

لا يسعى ترامب إلى مطامع سياسية، بل إلى مصالح شخصية خلف ضربه نووي إيران. جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، وجه انتقادات لاذعة للرئيس دونالد ترامب بشأن استراتيجيته تجاه إيران، مشككًا في إمكانية تحقيق أي سلام حقيقي مع طهران، وذلك خلال ظهوره في بودكاست تابع لصحيفة فايننشال تايمز.

وأيد بولتون الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت 3 مواقع نووية إيرانية الأسبوع الماضي، لكنه ألمح إلى أن لدوافع ترامب بعدًا شخصيًا أكثر من كونه استراتيجيًا.

وقال بولتون: "أعتقد أنه يسعى للفوز بجائزة نوبل للسلام. لقد اعتقد أنه سينالها من خلال الحرب الروسية الأوكرانية، لكن ذلك لم يحدث… والآن يبدو أنه يرى فرصة أخرى هنا".

بكل حال، أن يضع نتنياهو "الخطر الإيراني" بمثابة الخطر الوجودي على "كيانه"، لهو اعتراف صريح من العدو نفسه بأنه خطر حقيقي باق، بل ويتمدد، ولعله يسكت كل الأصوات التي شككت بعقيدة إيران المقاومة، ثم سخرت من صواريخها، ثم عادت بعد أن دكت تلك الصواريخ لنظرية "اضرب الظالمين بالظالمين"، ثم هللت لانتصار نتنياهو، ليعود الأخير ويبشرها بنفسه بأن الخطر الإيراني هو الخطر الوجودي على "كيانه"، فمن هو المنتصر إذًا، أليست إيران؟.. يسأل متابعون.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: