الثلاثاء, 1 يوليو 2025 07:40 AM

من المبادئ إلى الواقع: قراءة في آفاق السلام الجديد لسوريا

من المبادئ إلى الواقع: قراءة في آفاق السلام الجديد لسوريا

في زمن يشهد تحولات في الصراعات وأدوات التأثير، يرى المهندس نضال رشيد بكور أن السياسة لم تعد مجرد ساحة مواجهة، بل مختبرًا دائمًا يختبر حدود العقل والكرامة. وسط هذه التحولات، يواجه السوريون سؤالًا حتميًا: هل يمكن الانخراط في مسار السلام، وحتى في المحور الإبراهيمي، دون التنازل عن الهوية؟

يؤكد بكور أن الواقع السوري، بظروفه الصعبة من حصار ودمار اقتصادي وتمزق مجتمعي وفقدان للسيادة، لم يعد يسمح بالتنظير أو الشعارات المستحيلة. سوريا اليوم بحاجة إلى براغماتية لا تبيع المبادئ، ولكنها لا تضحي بها في الفراغ.

ويرى أن الدخول في تسوية إقليمية، أو حتى في مشروع المحور الإبراهيمي، لا يعني القبول بكل تفاصيله، بل قد يكون جسرًا لاستعادة الداخل دون نسيان الخارج. فمنذ سنوات، جرى تجفيف موارد السوريين وتجريف مؤسساتهم وتهشيم نسيجهم الوطني، بينما برزت قوى إقليمية تصوغ خرائط المصالح.

لذا، يرى بكور أنه لا عيب في إعادة قراءة التحولات بعيون المستقبل، فالسلام، حتى وإن بدا ثقيلاً أو مشبوهًا، يمكن أن يكون فرصة تكتيكية لإعادة بناء القوة وخوض حرب التحرير من داخل الهدنة، بدلًا من الموت الرمزي الدائم.

يطرح بكور سؤالًا: هل المحور الإبراهيمي فخ أم منصة؟ ويرى أن هذا المحور، بكل ما فيه من غموض وإيديولوجيا، هو محاولة غربية لإعادة إنتاج المنطقة كفضاء مشترك لليهود والمسيحيين والمسلمين، يتم فيه تقديم الهوية الدينية كأداة تسويق للاندماج السياسي والاقتصادي.

ورغم التحفظ على توظيف العقيدة للمصالح، يرى بكور أن هذا الفضاء، إن أُدير بوعي، يمكن أن يكون منصة لتقديم الإسلام كدين عالمي مرن، لا قفصًا مغلقًا يُختزل في العداء فقط. ويؤكد أنه لا تنازل عن الجولان، وأن الانفتاح على السلام لا يعني إسقاط الحقوق، بل إن تحرير الأرض يكون بإعادة ترميم الإنسان والمجتمع وبناء اقتصاد قوي.

ويختتم بكور بالقول: "لسنا دعاة استسلام ولسنا أبواقًا للتطبيع، لكننا أيضًا لسنا مخلوقات معلقة خارج الزمن. نعم للسلام بشروط السيادة، لا للتبعية. نعم للانفتاح دون استلاب. نعم لإعادة تعريف الممكن في ضوء المصلحة العليا للشعب السوري، دون بيع الهوية في سوق الشعارات. فنحن أهل الشام نعرف كيف نحفظ نار المبدأ مشتعلة، حتى ونحن نغرف من جليد الضرورة".

(اخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: