الخميس, 26 يونيو 2025 04:18 PM

الرقة: ارتفاع أسعار الأسمدة يهدد الأمن الغذائي بسبب تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني

الرقة: ارتفاع أسعار الأسمدة يهدد الأمن الغذائي بسبب تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني

تشهد مدينة الرقة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأسمدة الزراعية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي أثار قلق المزارعين والمنتجين المحليين لتأثيره المحتمل على تكاليف الإنتاج وجودة المحاصيل.

زيادة كبيرة في الأسعار

سجل سعر طن الأسمدة في الرقة ارتفاعًا بنسبة تقارب 30% خلال الأسابيع الماضية، مما ألقى أعباء مالية إضافية على كاهل المزارعين الذين يعتمدون على هذه المادة الحيوية لضمان جودة وكمية الإنتاج الزراعي في المنطقة.

اضطرابات سلاسل الإمداد وتأثيرها على الأسواق

يعزى ارتفاع الأسعار إلى عوامل متعددة، أبرزها زيادة تكاليف النقل نتيجة للمخاطر الأمنية وتعطيل الطرق التجارية والتوزيعية. يضاف إلى ذلك تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، التي تعتبر من أهم مصدري المواد الخام المستخدمة في صناعة الأسمدة في المنطقة.

دعوات إلى تبني بدائل زراعية مستدامة

في تصريح خاص لسوريا 24، أوضح مسؤول في لجنة الزراعة التابعة للإدارة الذاتية في الرقة حجم التحديات التي تواجه المنطقة، قائلًا: "نواجه تحديات كبيرة بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعار الأسمدة، ونسعى لتسليط الضوء على أهمية البحث عن بدائل وأساليب زراعية مستدامة تقلل الاعتماد على الأسمدة التقليدية".

قلق المزارعين من تداعيات ارتفاع الأسعار

عبّر المزارع حسن العلي (47 عامًا)، في تصريح خاص لسوريا 24، عن قلقه قائلًا: "الزيادة في أسعار الأسمدة ستؤثر بشكل كبير على قدرتنا على زراعة الأراضي كما اعتدنا، ما سيضطرنا إلى تقليل استخدام الأسمدة، وهو ما سينعكس سلبًا على جودة المحصول في الموسم القادم".

وفي السياق ذاته، أكد المزارع سامي الكردي، الذي يعمل في القطاع الزراعي منذ أكثر من عشرين عامًا، أن المزارعين يمرون بظروف صعبة، موضحًا أن الأسمدة أساسية لنجاح المحاصيل. وأضاف: "ارتفاع الأسعار بهذا الشكل يضغط على جميع المزارعين، خاصة أصحاب المساحات الصغيرة، وقد نضطر إلى تقليل المساحات المزروعة في الموسم المقبل أو البحث عن حلول أخرى".

تهديد الأمن الغذائي وتصاعد الأسعار

تأتي هذه التطورات وسط مخاوف من تأثيرها على الأمن الغذائي في الرقة والمناطق المحيطة بها، حيث يُتوقع أن يؤدي ارتفاع تكاليف الأسمدة إلى زيادة أسعار المنتجات الزراعية والسلع الأساسية، مما يزيد من معاناة السكان، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا.

الحاجة إلى جهود محلية ودولية عاجلة

ختامًا، يبقى وضع الأسمدة في الرقة مرتبطًا بالتطورات التي يشهدها النزاع بين إسرائيل وإيران وتغيرات الأسواق العالمية، مما يستدعي جهودًا منسقة من الجهات المحلية والدولية لضمان استمرار الإنتاج الزراعي وتحقيق الاستقرار الغذائي في المدينة.

مشاركة المقال: