الخميس, 26 يونيو 2025 06:12 AM

كندة بركة: فنانة سورية تحول الطين إلى رسالة أمل وتماسك مجتمعي في السويداء

كندة بركة: فنانة سورية تحول الطين إلى رسالة أمل وتماسك مجتمعي في السويداء

في بلد مزقته الحرب، تبرز كندة بركة، الفنانة التشكيلية من محافظة السويداء، كمصدر إلهام. فهي تحول الفخار والخزف إلى مساحة آمنة للأطفال واليافعين، بمن فيهم ذوو الإعاقة، ونافذة أمل في وجه الدمار.

لم تكتف كندة بامتهان الحرف اليدوية، بل أسست مركزًا تدريبيًا باسم (إيا.. فضاء فني يتسع للجميع) لإعادة الثقة بالحياة والفن والعمل. وتقول كندة في حديثها إلى منصة سوريا 24: "أسّستُ المركز كاستجابة لكل ما خلّفته الحرب فينا"، مشيرةً إلى أن الهدف يتجاوز التدريب على الحرف ليشمل التقارب الإنساني وتضميد جراح المجتمع.

ينظم المركز دورات فنية تدمج بين التشكيل بالصلصال وصناعة الإكسسوارات والشموع وإعادة التدوير وصنع الدمى، لتكون الورشات أداة تعبير ومتنفسًا نفسيًا. وتؤكد كندة: "نُصرّ على أن نستخدم الفن رغم صوت السلاح، وهذه مقاومة بحد ذاتها".

تستهدف كندة الأطفال والشباب وذوي الإعاقة، مؤمنةً بأن الفن حق للجميع. وبالتعاون مع فريق "بصمتنا خضراء" البيئي، أطلقوا مبادرات مبتكرة مثل "لعبة وعيد"، حيث صنعوا أكثر من 75 لعبة من مواد معاد تدويرها لتوزيعها على الأطفال.

رغم محدودية الإمكانيات، تعتمد كندة على رسوم رمزية للتدريبات وتسعى للتعاون مع جمعيات ومنظمات لتقديم تدريبات مجانية، كما حدث بالشراكة مع جمعية تنظيم الأسرة عامي 2023 و2024، حيث خُصصت تدريبات لفتيات من ذوات الإعاقة.

لم تقتصر مساهمة كندة على الفن، بل شاركت في الحراك المدني في السويداء، حيث استضاف مركزها لقاءات تشاورية لسيدات معنيات بالشأن العام. وتقول: "حين انطلق الحراك الشعبي، كثفنا لقاءاتنا، ورسمنا خريطة لسوريا في المركز، حملناها إلى الساحة ودعونا الناس لكتابة ما تعنيه لهم سوريا".

تختتم كندة حديثها بمقولة: "الفن هو طوق النجاة كي لا نموت من الحقيقة"، مؤكدةً أن الفن ليس مجرد أداة للعيش، بل وسيلة لمواجهة الخراب وتعزيز التماسك المجتمعي.

مشاركة المقال: