الأربعاء, 25 يونيو 2025 04:38 PM

غراندي: سوريا بحاجة ماسة للإغاثة وإعادة الإعمار بعد الدمار الهائل

غراندي: سوريا بحاجة ماسة للإغاثة وإعادة الإعمار بعد الدمار الهائل

أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، على التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد. ودعا إلى تقديم دعم إنساني عاجل واستثمارات طويلة الأجل لإعادة بناء البنية التحتية ودعم عودة اللاجئين إلى مناطقهم.

في بيان صحفي عقب زيارته إلى سوريا، والتي شملت عدة محافظات، صرح غراندي: "اختتمت زيارتي إلى سوريا، حيث لمست تحديات جسيمة، ولكن أيضاً بصيص أمل. للحفاظ على هذا الأمل، نحتاج بشكل عاجل إلى إغاثة طارئة لدعم العائدين إلى ديارهم وحياتهم المدمرة، بالإضافة إلى استثمارات طويلة الأمد للمساعدة في إعادة بناء بلد يتعافى بعد حرب طويلة. كلاهما ضروري".

زار غراندي مدينتي حلب وإدلب، والتقى بالعديد من السوريين الذين قرروا العودة إلى ديارهم رغم الظروف الصعبة. وأشار إلى أن المفوضية تقدم منحاً صغيرة للمشاريع المحلية لمساعدة العائدين على استعادة حياتهم، ومن بينهم مواطن سوري يدعى محمد، الذي أعاد افتتاح محله لبيع الفلافل بفضل دعم المفوضية.

وأضاف غراندي: "في حلب وإدلب، التقيت بسوريين عائدين استفادوا من منح المفوضية للمشاريع الصغيرة، مثل محمد الذي أعاد افتتاح محله لبيع الفلافل. نقوم أيضاً بإعادة بناء المنازل، وتوفير وسائل النقل، وتقديم المساعدات النقدية الطارئة. لكن هذا لا يزال قليلاً جداً مقارنة بحجم الاحتياجات".

كما زار غراندي منطقة درعا جنوبي سوريا، وشهد عودة عدد من اللاجئين السوريين الذين كانوا يقيمون في الأردن. ووصف قرارهم بالعودة بأنه "خطوة شجاعة"، مشيداً برغبتهم في إعادة بناء حياتهم رغم الظروف الصعبة. وأضاف: "في درعا، رأيت عودة بعض اللاجئين السوريين من الأردن، وتأثرت بقرارهم الشجاع بالعودة وإعادة بناء حياتهم في مكان دمرته الحرب. أحد العائدين قال لي: 'نعود لأننا نحب بلدنا'. تعمل المفوضية مع السلطات السورية لتقديم الدعم للعائدين".

على الرغم من جهود المفوضية والمنظمات الإنسانية الأخرى، حذر غراندي من أن "الاحتياجات تظل هائلة". تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 15 مليون شخص داخل سوريا يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، بينما يقدر عدد النازحين داخلياً بأكثر من 6 ملايين شخص.

تبقى العودة الطوعية للاجئين والنازحين قضية معقدة تتطلب ضمانات أمنية وخدمات أساسية وبنية تحتية مدمرة. وشدد غراندي على أن أي عودة يجب أن تكون آمنة وكريمة وطوعية.

في ختام تصريحاته، دعا غراندي المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لدعم الشعب السوري، قائلاً: "العالم لا يمكن أن يقف متفرجاً أمام المعاناة المستمرة للشعب السوري. نحن بحاجة إلى التزام حقيقي وموارد كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة، وإطلاق عمليات إعادة إعمار مستدامة تعيد للسوريات والسوريين أملهم في مستقبل أفضل داخل بلادهم".

تتزامن زيارة غراندي مع تصاعد الأصوات المطالبة بضرورة ربط المساعدات الإنسانية بجهود إعادة الإعمار والتنمية بعيدة المدى.

مشاركة المقال: