الأربعاء, 25 يونيو 2025 08:18 AM

تقرير استخباراتي أمريكي يفجر مفاجأة: الضربات الجوية لم تدمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل!

تقرير استخباراتي أمريكي يفجر مفاجأة: الضربات الجوية لم تدمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل!

أثار تقييم أولي لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA) جدلاً واسعاً، حيث كشف أن الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأميركية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية في نهاية الأسبوع الماضي لم تحقق هدفها المعلن بتدمير المكونات الأساسية لبرنامج إيران النووي. وبحسب التقييم، فإن التأثير اقتصر على تأخير البرنامج لبضعة أشهر فقط.

التقييم، الذي استند إلى تحليل أجرته القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) لتقدير الأضرار، أشار إلى أن "منشآت التخصيب لم تدمر بالكامل، وأن أجهزة الطرد المركزي لا تزال بمعظمها سليمة، فيما لم يمس مخزون إيران من اليورانيوم المخصب".

تتعارض هذه النتائج الأولية مع التصريحات الرسمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد أن الضربات "دمرت تماماً" منشآت التخصيب الإيرانية. من جانبه، صرح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بأن "الطموحات النووية الإيرانية قد تم القضاء عليها".

أكدت مصادر مطلعة على التقييم أن "التأثير الفعلي للضربات كان محدوداً". ورداً على ذلك، أقر البيت الأبيض بوجود التقييم الاستخباراتي، لكنه رفض نتائجه، واصفاً إياها بأنها "خاطئة تماماً".

"مطرقة منتصف الليل"

ذكرت صحيفة "معاريف" أن الإدارة الأميركية سارعت إلى الإعلان عن تدمير قدرات إيران على إنتاج القنبلة النووية بعد الهجوم الأميركي على منشآت نطنز وأصفهان وفوردو النووية الإيرانية. العملية، التي حملت اسم "مطرقة منتصف الليل"، شاركت فيها سبع قاذفات شبحية من طراز B-2، وأسقطت 14 قنبلة خارقة للتحصينات، بوزن 13 طناً لكل قنبلة، منها اثنتان على منشأة نطنز.

في المقابل، يتداول خبراء ومحللون معلومات حول منشأة نووية سرية تبنيها إيران جنوب نطنز داخل جبل يُعرف باسم "جبل الفأس".

منشأة "جبل الفأس"

وفقاً لمزاعم وتحليلات استخباراتية، فإن المنشأة الجديدة أكثر تحصيناً من فوردو، وتضم أربعة مداخل أنفاق مقارنة بمدخلين فقط في فوردو، وهي مبنية بالكامل داخل جبل صخري يجعل استهدافها أكثر تعقيداً. صور أقمار صناعية التُقطت في 21 حزيران/يونيو 2025 أظهرت استعدادات واضحة في محيط منشأة فوردو، منها ردم المداخل بالتراب عبر شاحنات وجرافات، في خطوة فسّرها محللو الاستخبارات على أنها تهدف لحماية الأجزاء الحساسة من المنشأة. وتشير التقديرات إلى أن إيران نجحت في نقل جزء من اليورانيوم المخصب إلى موقع غير معلوم، يُرجح أن يكون داخل المنشأة الجبلية الجديدة.

"القنبلة الموقوتة"

يرى الخبير كفير تشوفا أن ما تمارسه إيران يشبه "استراتيجية القنبلة الموقوتة"، أي التهديد بعمل مدمر قد يصيب الخصم وصاحب التهديد معاً. وبحسب تشوفا، الهدف ليس التنفيذ الفعلي للتهديد، بل ترسيخ صورة الردع وخلق توازن رعب يجبر الخصم على التراجع. لقد اعتمدت إيران طويلاً على هذا النهج: التهديد بتسليح أذرعها الإقليمية مثل حزب الله والحوثيين، أو بإغلاق مضيق هرمز الحيوي لتدفق النفط العالمي، أو بضرب منشآت النفط في السعودية والإمارات.

تراجع في القدرة والمصداقية

رغم التهديدات العلنية عقب الضربات الأميركية، لم تُقدم إيران على أي رد فعلي غير متناسب. وهذا الصمت العملي يطرح سؤالاً استراتيجياً عميقاً: هل فقدت إيران قدرة الرد؟ أم أنها تخشى العواقب؟ أشار تشوفا إلى أن أي تصعيد من جانب طهران قد يفتح الباب أمام رد عسكري دولي ساحق، بمشاركة أميركية وبريطانية وخليجية، يستهدف بنى تحتية حيوية في إيران، وهو ما قد يُدخل الاقتصاد الإيراني في حالة شلل كامل.

بين المطرقة والسقوط في الفخ

إيران عالقة بين خيارين أحلاهما مُر: تنفيذ التهديدات، والمخاطرة بردّ قاسٍ يدمر اقتصادها، أو التراجع والاكتفاء بالتصريحات، فتفقد هيبتها ومصداقيتها. من هنا، لفت تشوفا إلى أن استراتيجية "القنبلة الموقوتة" تحوّلت اليوم إلى فخ استراتيجي: لا يمكن لإيران أن تنفجر دون أن تُدمّر نفسها، ولا يمكنها أن تتراجع دون أن تُهزم سياسياً. ووسط هذا المأزق، تبقى منشأة "جبل الفأس" رمزاً لمعادلة جديدة.

مشاركة المقال: