الإثنين, 23 يونيو 2025 04:20 PM

تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق: رابطة الصحفيين تدعو إلى التهدئة وتجنب التحريض الطائفي

تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق: رابطة الصحفيين تدعو إلى التهدئة وتجنب التحريض الطائفي

دعت "رابطة الصحفيين السوريين" وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى تغطية مهنية لحادث تفجير كنيسة "مار إلياس" في دمشق، الذي وقع يوم الأحد 22 من حزيران، محذرةً من أي خطاب يؤجج الفتنة الطائفية. وأدانت الرابطة التفجير الذي استهدف كنيسة "مار إلياس" في حي الدويلعة بدمشق، معربةً في بيان نشرته يوم الأحد عن خالص تعازيها لعائلات الضحايا وتضامنها مع الجرحى والمتضررين.

وذكر مراسل عنب بلدي أن كنيسة "مار إلياس" شهدت التفجير أثناء أداء الطائفة المسيحية للصلوات الأسبوعية، بحضور ما يقارب 200 شخص. وأعلنت وزارة الصحة السورية عن ارتفاع حصيلة ضحايا التفجير إلى 22 قتيلاً و 63 جريحًا.

من جهتها، اتهمت وزارة الداخلية السورية تنظيم "الدولة" بالوقوف وراء الهجوم، مشيرةً إلى أن انتحاريًا قام بإطلاق النار ثم فجّر نفسه بواسطة حزام ناسف داخل الكنيسة. ووصفت الرابطة الهجوم بأنه "اعتداء لا يستهدف طائفة أو دينًا فحسب، بل يضرب أسس السلم الأهلي ويقوض التعايش المشترك الذي لطالما كان حجر الزاوية في المجتمع السوري".

وطالبت الرابطة الحكومة والسلطات المعنية بـ "تحقيق فوري وشفاف" بهدف محاسبة الجناة ومن يقف وراءهم، محذرةً من تكرار حوادث "الفلتان الأمني واستهداف المدنيين ودور العبادة"، خاصةً "في مناطق يُفترض أنها تحت سيطرة أمنية كاملة". كما دعت جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى تجنب التغطيات الإعلامية المثيرة التي قد تساهم في إذكاء خطاب الكراهية والانقسام.

وأكدت الرابطة في بيانها على أن دور الإعلام في هذه اللحظات يجب أن يكون مسؤولًا وبنّاءً، يهدف إلى تغليب صوت العقل وترسيخ ثقافة السلام والوعي المجتمعي. ودعت "رابطة الصحفيين السوريين" كافة الفعاليات السياسية والدينية والمجتمعية إلى "تحمّل مسؤولياتها" والعمل المشترك لحماية النسيج السوري من "محاولات التفتيت"، و"التمسك بخطاب وطني جامع يرفض التحريض ويعزز قيم العدالة والكرامة وحرية المعتقد".

من جهة أخرى، دعا المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، خلال مؤتمر صحفي عقب استهداف الكنيسة، وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى الالتزام بالدقة وتوخي المسؤولية الإنسانية والوطنية في نقل الأخبار وتناقل المعلومات، كما دعا المواطنين إلى عدم الإنجرار وراء الإشاعات والاعتماد على المصادر الرسمية ريثما تكتمل نتائج التحقيقات الجارية. وأشار البابا إلى أن المعطيات الأولية تشير إلى أن التفجير هو "نتيجة هجوم انتحاري يتبع لتنظيم (الدولة الإسلامية)، وقد أسفر عن سقوط عدد من الشهداء الأبرياء، وأثار الذعر في نفوس المواطنين الآمنين".

وأوضح البابا أن هذا الهجوم ليس المحاولة الأولى التي يسعى من خلالها هذا التنظيم إلى استهداف المدنيين، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية تمكنت في وقت سابق من إحباط محاولتي تفجير في كل من منطقة السيدة زينب وكنيسة معلولا. وأضاف أن وزارة الداخلية تعمل مع الجهات المعنية لكشف تفاصيل الحادثة، وتواصل التحقيقات وجمع الأدلة لتحديد هوية المنفذ. وأكد البابا أن "أمن دور العبادة خط أحمر وأن كل الجهود ستسخر لضمان حرية أمان المواطنين لتأدية شعائرهم الدينية، وصون النسيج الوطني الذي حاول الأعداء والمجرمون مرارًا تمزيقها".

وحول اتهام تنظيم "الدولة"، أوضح البابا أن التنظيم "يهدف إلى بث الفرقة الطائفية وإلى تشجيع كل مكون طائفي في سوريا، على حمل السلاح بغية أن يظهر أن الدولة السورية عاجزة عن حماية مكوناتها ومواطنيها، وإنتاج ميليشيات طائفية في سوريا". وكشف أن التحقيقات الأولية للحادثة أظهرت أن من قام بها شخص واحد وليس اثنين، وأنه لا يمكن البت بهوية المنفذ قبل نهاية التحقيقات، أو إن كان موجودًا في دمشق أو خارجها.

مشاركة المقال: