أثار التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق ردود فعل عربية ودولية واسعة، معربة عن إدانتها الشديدة للحادث الذي خلف عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
فقد وصف المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، الهجوم بأنه "عمل جبان ومروع"، وقدم تعازيه لأسر الضحايا، مؤكدًا دعم بلاده لسوريا في مواجهة محاولات زعزعة استقرارها. كما شجب المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، التفجير بأشد العبارات، مطالبًا بتحقيق شامل ومستقل لمحاسبة المتورطين، ومشددًا على أهمية توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وحماية المدنيين وأماكن العبادة.
وأعربت السفارة الألمانية في دمشق عن إدانتها للهجوم، مؤكدة وقوف ألمانيا إلى جانب الشعب السوري، بينما نددت وزارة الخارجية الفرنسية بالاعتداء، معربة عن تضامنها مع السوريين، ومشددة على ضرورة التصدي للعنف ضد المدنيين.
عربيًا، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة التفجير، معتبرة إياه عملًا إرهابيًا يستهدف النسيج الوطني السوري، وأكدت تضامنها مع سوريا في مواجهة التحديات الأمنية. كما ندد رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، بالهجوم، واصفًا إياه بـ"العمل الدنيء"، ومعربًا عن تضامن لبنان مع سوريا، ومؤكدًا ثقته بقدرة الدولة السورية على الحفاظ على وحدتها وأمنها.
ونددت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بالتفجير، ووصفته بـ"الإثم الغادر"، مطالبة السلطات بتحمل المسؤولية عن حماية الكنائس وتأمين الحماية للمواطنين، ومؤكدة متابعة البطريرك يوحنا العاشر للتطورات.
وأدان عدد من المسؤولين السوريين التفجير، حيث أكد وزير الخارجية، أسعد الشيباني، أن الجريمة لن تنال من وحدة الشعب، فيما شدد وزير الداخلية، أنس خطاب، على استمرار التحقيقات. واعتبر وزير الثقافة، محمد ياسين صالح، التفجير رسالة كراهية، ووصفه وزير الاتصالات، عبد السلام هيكل، بالجريمة النكراء. وأكد محافظ دمشق، ماهر مروان، عزم الدولة على ملاحقة الفاعلين، بينما شدد مدير الأمانة العامة للشؤون السياسية، محمد كحالة، على أن استهداف دور العبادة يمثل تهديدًا للسلم الأهلي.
وفي سياق متصل، دعت وزارة الخارجية السورية السفراء ورؤساء البعثات الأجنبية إلى عدم زيارة موقع التفجير دون تنسيق مسبق.
يأتي هذا الهجوم في ظل ظروف أمنية دقيقة تمر بها سوريا، وسط انفتاح سياسي إقليمي ودولي على الحكومة الجديدة، مما يثير تساؤلات حول دوافع التفجير والجهات التي تسعى لعرقلة الاستقرار.