أدانت وزارة الداخلية التفجير الذي استهدف كنيسة "مار الياس الغيور" في منطقة الدويلعة بدمشق مساء الأحد 22 من حزيران، محملة تنظيم "الدولة الإسلامية" المسؤولية عن هذا العمل الإرهابي، ومتعهدة بحماية دور العبادة في البلاد.
وخلال مؤتمر صحفي عقده عقب استهداف الكنيسة، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، بأن المعطيات الأولية تشير إلى أن التفجير هو "نتيجة هجوم انتحاري يتبع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي"، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء، وبث الذعر بين المواطنين.
وأوضح البابا أن هذه ليست المحاولة الأولى التي يقوم بها التنظيم لاستهداف المدنيين، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية قد أحبطت في وقت سابق محاولتي تفجير في منطقة السيدة زينب وكنيسة معلولا، وذلك من خلال عمليات دقيقة.
وأضاف أن الوزارة تعمل مع الجهات المعنية لكشف ملابسات الحادث، وتواصل التحقيقات وجمع الأدلة لتحديد هوية المنفذ، مؤكدًا أن "يد العدالة ستطال كل من تسول له نفسه المساس بأمن سوريا بكل مكوناتها"، وأن هذه "الجريمة" لن تضعف تماسك الشعب السوري، بل ستزيده إصرارًا على التلاحم في مواجهة من يسعى لبث الفرقة وزعزعة الاستقرار.
ودعا البابا وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى الالتزام بالدقة وتوخي المسؤولية في نقل الأخبار، كما دعا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والاعتماد على المصادر الرسمية ريثما تكتمل نتائج التحقيقات.
وأكدت وزارة الداخلية، بتوجيه مباشر من السلطة السورية، أن "أمن دور العبادة خط أحمر، وأن كل الجهود ستسخر لضمان حرية وأمان المواطنين لتأدية شعائرهم الدينية، وصون النسيج الوطني الذي حاول الأعداء والمجرمون مرارًا تمزيقه".
وفي رده على أسئلة الصحفيين، أوضح نور الدين البابا أن المستهدف الأول من هذا الهجوم ليس المكون المسيحي "الأصيل" في سوريا، بل كل السوريين بمختلف مكوناتهم، مشيرًا إلى أن الموقف الوطني للمكون المسيحي كان السبب الرئيسي لاستهدافه في هذا اليوم الذي يحمل أهمية دينية خاصة، ودور عبادة لها مكانة رمزية.
وحول اتهام تنظيم "الدولة"، بين البابا أن التنظيم "يهدف إلى بث الفرقة الطائفية وتشجيع كل مكون طائفي في سوريا على حمل السلاح، بغية أن يظهر أن الدولة السورية عاجزة عن حماية مكوناتها ومواطنيها، وإنتاج ميليشيات طائفية في سوريا".
وكشف أن التحقيقات الأولية أظهرت أن من قام بالهجوم شخص واحد وليس اثنين، وأنه لا يمكن تحديد هويته قبل نهاية التحقيقات، أو تحديد ما إذا كان موجودًا في دمشق أو خارجها. كما أشار إلى أن النظام السابق وفلوله لديهم مصلحة "كبرى" في إشاعة الفوضى والتفرقة الطائفية في سوريا.
وأشار إلى أن مشكلة تنظيم "الدولة" ليست مشكلة أمنية فقط، بل هي مشكلة متداخلة من الناحية الفكرية والمجتمعية والاقتصادية، إلا أن الجانب الأمني هو الجانب الأبرز فيها. وأوضح أن الدولة السورية تحاول عبر أجهزتها التخفيف قدر الإمكان من أثر "الفكر التكفيري" الذي ينشره التنظيم، واستنقاذ ما أمكن من الشباب المضللين.
واعتبر أن "ما حصل هو خرق أمني، وهذا الخرق الأمني يحصل في كثير من الدول مهما كانت درجة الحماية التي تؤمنها وأجهزتها الأمنية لمواطنيها، ومهما كان التقدم التقني الذي تمتلكه".
وأكد المتحدث أن تنظيم "الدولة" يعتمد على الأفراد و"يتحرك بأساليب إجرامية، ومن السهولة له اختيار أي هدف وتنفيذ عمليته مهما كان هذا الهدف"، ما يصعب على الأجهزة الأمنية التنبؤ بالهدف التالي للتنظيم، مشيرًا إلى أن الدولة السورية تبذل جهودًا كبيرة لإحباط أي "عمل إرهابي يهدد أمن الوطن والمواطنين".
وأسفر التفجير عن مقتل 22 مدنيًا وإصابة 59 آخرين، وفقًا لآخر حصيلة نشرها المكتب الإعلامي في وزارة الصحة السورية عبر صفحتها على "فيسبوك".
وذكرت وزارة الداخلية في بيان نشرته عبر "فيسبوك" أن انتحاريًا يتبع لتنظيم "الدولة الإسلامية" دخل إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق النار ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة. وأضافت أن الوحدات الأمنية طوّقت المنطقة وبدأت بجمع الأدلة ومتابعة ملابسات الهجوم.
وأفاد مراسل عنب بلدي أن قوى الأمن الداخلي السورية فرضت طوقًا أمنيًا في محيط المنطقة وسط أعمال فرق الإنقاذ لانتشال الضحايا.