شهدت مناطق الشمال السوري، مثل "حارم وجسر الشغور"، انتعاشاً ملحوظاً في زراعة الفريز، مما وفر مصدراً للرزق وفرص عمل لسكان المنطقة. وقد حققت هذه الزراعة نجاحاً كبيراً، خاصة في منطقة حارم، حيث قامت شركة "اكتفاء" للاستثمار الزراعي بتجارب ناجحة في زراعة الفريز ومحاصيل أخرى، مما أدى إلى تحقيق اكتفاء ذاتي من الفريز في السوق المحلية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
طموح المزارعين قادهم إلى الابتكار وإيجاد بدائل لأصناف مستوردة تضاهيها في الجودة والإنتاج. وأكد المزارعون أن زراعة الفريز مرت بمراحل تطوير متعددة حتى أصبحت تنافس المنتج المستورد من حيث الجودة والحجم والإنتاجية. وأشاروا إلى أن هذه الزراعة تتطلب متخصصين، وأن تجارب شركة "اكتفاء" في حارم أتاحت للمزارعين معرفة النسب المناسبة للعناصر الزراعية لتحقيق إنتاج متميز ينافس الأنواع الأمريكية والأوروبية.
وذكر مزارعو الفريز في حارم أن شركة "اكتفاء" لعبت دوراً حيوياً في إنجاح زراعة الفريز من خلال مشاريعها الزراعية، حيث قدمت حلولاً وتقنيات زراعية حديثة مثل الآلات المتطورة وأنظمة الري الذكية، بالإضافة إلى فريق من الخبراء الزراعيين لتقديم الاستشارات حول أفضل الممارسات الزراعية وإدارة التربة والمياه ومكافحة الآفات، وتوفير البذور المحسنة والأسمدة والمبيدات الآمنة.
وأوضح المهندس خالد طكو، رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة إدلب، أن زراعة الفريز أصبحت ذات عائد اقتصادي جيد للمزارعين في حارم وجسر الشغور، وأن هذه المناطق تعتبر واعدة في زراعة وتصدير الفريز. وأشار إلى أن مشروع شركة "اكتفاء" في حارم أثبت جدوى زراعة الفريز وإمكانية تغطية جزء من احتياجات السوق المحلي وتأمين فرص عمل.
وبين المهندس طكو أن المساحة المزروعة بالفريز في محافظة إدلب تقدر بحوالي 500 دونم، موزعة على منطقتي حارم وبداما، وأن الإنتاج المتوقع لهذا العام هو 2 طن للدونم الواحد، حيث يباع الكيلوغرام الواحد بأسعار تتراوح بين 50 و 100 ليرة تركية.
كما لفت إلى الصعوبات التي تواجه زراعة الفريز، مثل المشكلات المرضية وملوحة التربة والأعفان الفطرية وارتفاع تكاليف الزراعة، والحاجة إلى تبديل مستلزمات الزراعة بشكل دوري وارتفاع أسعار المغذيات والمبيدات.