الأحد, 22 يونيو 2025 11:36 AM

مطار القامشلي: الطيران المدني السوري يؤكد سيادة الدولة الكاملة على إدارته وتشغيله

مطار القامشلي: الطيران المدني السوري يؤكد سيادة الدولة الكاملة على إدارته وتشغيله

أصدرت "الهيئة العامة للطيران المدني السوري" بيانًا رسميًا عبر حساباتها، أكدت فيه أن مطار القامشلي مغلق حاليًا "لأسباب تشغيلية" بموجب إعلان ملاحي (NOTAM). وأوضحت الهيئة أن هذا الإعلان ملزم لجميع شركات الطيران والجهات الدولية والمحلية.

ويأتي هذا البيان ردًا على ما تردد حول إصدار "الإدارة الذاتية" الكردية قرارات بإنشاء إدارة عامة لمطار القامشلي وتشغيله بشكل مستقل، وهو ما اعتبرته الهيئة "تجاوزًا خطيرًا" و"انتهاكًا للقوانين الدولية المنظمة للملاحة الجوية".

وكانت "الإدارة الذاتية" قد أصدرت بتاريخ 19-6-2025 القرار رقم 136، الذي نص على استحداث الإدارة العامة لمطار القامشلي الدولي التابعة للإدارة الذاتية في ما يسمى بـ"إقليم شمال وشرق سوريا". وبحسب القرار، تتبع الإدارة العامة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديموقراطية، وتتولى تسوية الأمور الإدارية والمالية.

يتزامن هذا التصعيد مع اتفاق تم توقيعه في أبريل الماضي بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والذي تضمن بنودًا حول دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في مناطق شمال شرق سوريا تحت سلطة الدولة، بما في ذلك مطار القامشلي والمعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.

ولم تصدر "الإدارة الذاتية" حتى الآن أي تعليق رسمي على بيان الهيئة، مما يثير تساؤلات حول التزامها بالاتفاقات السابقة واحتمالية وجود خلافات داخلية بشأن إدارة المطار.

وذكرت مصادر أمنية أن روسيا لا تزال تحتفظ بوجود استراتيجي في المطار، على الرغم من انسحابها من مواقع أخرى في شمال الحسكة، مما يدل على أهمية الموقع عسكريًا وجيوسياسيًا.

أثار الإعلان عن تشغيل مطار القامشلي من قبل قوات سوريا الديموقراطية ردود فعل متباينة. وأعرب عدد من المواطنين والموظفين السابقين في قطاع الطيران، مثل "آزاد عزيز عثمان" عن تأييدهم لموقف الهيئة، مؤكدين أن المطار "سوري الهوية والسيادة" ولا يجوز تسليمه لأي جهة خارج سلطة الدولة المركزية.

وعقب "فراس الحوراني" أن خطوة تشغيل المطار من قبل سلطة الأمر الواقع في الجزيرة السورية تعد حلقة جديدة في مسلسل التعدي على السيادة السورية ومحاولة لفرض أمر واقع يخالف جميع التفاهمات السياسية، ويخرق الاتفاق بين الرئيس أحمد الشرع والقيادي في قسد مظلوم عبدي، والذي نص على تسليم المرافق العامة، بما فيها المطارات والمعابر، إلى مؤسسات الدولة السورية.

ويرى مراقبون استراتيجيون أن مستقبل مطار القامشلي سيتحدد بتوازن العلاقات بين موسكو ودمشق، بالإضافة إلى مواقف الإدارة الذاتية وقسد.

يُذكر أن مطار القامشلي كان مغلقًا أمام المدنيين منذ عام 2015، ثم أعيد تشغيله لفترة قصيرة. وقد استخدمته القوات الروسية وتعرض لاستهداف إسرائيلي في ديسمبر 2024. وبعد سقوط النظام السوري، سيطرت عليه قوات قسد، إلا أن روسيا واصلت الحفاظ على وجودها فيه.

ووفقًا لناشطين، فإن بيان الهيئة ليس مجرد إعلان فني، بل هو تأكيد سياسي على بقاء يد الدولة السورية على مفاصل السيادة، في وقت تعاني فيه البلاد من تشرذم إداري ونفوذ خارجي متنازع. وبينما تتباين مواقف الأهالي بين مؤيد للدولة أو للإدارة الذاتية، يظل مطار القامشلي رمزًا لصراع النفوذ في الشمال الشرقي من سوريا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: