الأربعاء, 30 أبريل 2025 02:42 PM

واشنطن تؤكد رفضها تطبيع تركيا مع النظام السوري خلال اجتماع في أنقرة

واشنطن تؤكد رفضها تطبيع تركيا مع النظام السوري خلال اجتماع في أنقرة
عقدت الحكومتان التركية والأميركية سلسلة اجتماعات مهمة في العاصمة أنقرة لمناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل. شملت المحادثات موضوع انضمام تركيا إلى مجموعة "بريكس" وآفاق تطبيع العلاقات مع النظام السوري. مثّل الولايات المتحدة جون باس، السفير الأميركي السابق في أنقرة ومسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية، والذي وصل إلى أنقرة في 17 سبتمبر لإجراء مباحثات سياسية. التقى باس بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، كما ترأس اجتماع الآلية السياسية الأميركية-التركية، الذي رأس الجانب التركي فيه نائب وزير الخارجية نوح يلماز. وفق مصادر دبلوماسية، ركزت المحادثات على الملف السوري الذي يعقد العلاقة بين البلدين منذ أكثر من عقد. تأتي هذه الاجتماعات مع استمرار واشنطن في تأكيدها على أهمية الضغط على سوريا لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254. على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تدعم بقوة تطبيع العلاقات التركية مع النظام السوري، إلا أنها لا تبدي معارضة شديدة لأي تقدم في هذا الاتجاه. في المقابل، أعادت تركيا التأكيد على مطالبتها واشنطن بإنهاء دعمها لوحدات حماية الشعب (YPG)، التي تعتبرها أنقرة تهديداً لأمنها القومي. كما تم بحث حلول أمنية لا تؤدي إلى عودة تنظيم "داعش"، مع مراعاة المخاوف التركية. على صعيد آخر، أثار موضوع انضمام تركيا إلى مجموعة "بريكس" اهتماماً واسعاً خلال المحادثات. أكدت موسكو أن تركيا قدمت طلباً رسمياً للانضمام إلى المجموعة المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، حيث يُنظر إلى الطلب الآن. من الجانب الأميركي، صرحت واشنطن بأن ذلك يعد قراراً سيادياً لتركيا، لكنها أكدت ضرورة استمرار التزامات أنقرة تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو). في سياق الملف السوري، أبدت تركيا اهتماماً بتطبيع العلاقات مع النظام السوري من أجل تحقيق مكاسب تتعلق بأمن الحدود ومحاربة الإرهاب. وبحسب تقارير، أبدت دمشق تحفظاً على شروط أنقرة لتطبيع العلاقات، لكن جهود الوساطة الروسية مستمرة لدفع هذه العملية. من جانبها، تسعى تركيا لأن تسهم هذه الخطوة في حل قضايا اللاجئين ومكافحة الجماعات المسلحة على الحدود. توقيت ومضمون هذه الاجتماعات يُعتبران في غاية الأهمية في ظل التحولات الإقليمية والدولية. تسعى أنقرة لتعزيز دورها الجيوسياسي عبر الانضمام إلى "بريكس"، بينما تُبقي على علاقاتها المتينة مع الغرب وحلفائها التقليديين.
مشاركة المقال: