الإثنين, 12 مايو 2025 12:53 PM

هل يطوي حزب العمال الكردستاني صفحته؟ أنقرة تستعد لإجراءات تاريخية لحل "المسألة الكردية"

هل يطوي حزب العمال الكردستاني صفحته؟ أنقرة تستعد لإجراءات تاريخية لحل "المسألة الكردية"

أعلن «حزب العمال الكردستاني»، بشكل مفاجئ، اتخاذه «خطوات تاريخية تنسجم مع النداء الذي أطلقه زعيمه عبدالله أوجالان». المؤتمر الذي عقده الحزب بين الخامس والسابع من أيار الجاري، قد يشهد قرارات مصيرية.

تشير التقديرات إلى أن الإجراءات المنتظرة قد تتضمن حلّ «حزب العمال» وتسليم سلاحه، بالتوازي مع خطوات مماثلة من السلطات التركية. هذا التطور دفع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى التلميح إلى «قرارات مجيدة» ستظهر قريباً.

إذا تحققت التوقعات، ستكون أنقرة قد بدأت في إنهاء فصل سياسي طويل لـ«حزب العمال»، الذي تأسس عام 1978، والذي بدأ عمله المسلح عام 1984 بهدف إقامة «دولة كردية مستقلة» في جنوب شرق تركيا. الجهود التي بذلها أوجالان ودولت باهتشلي، الزعيم القومي المعروف بموقفه المتشدد تجاه الأكراد، قد بدأت تؤتي ثمارها.

لم يتم تحديد مكان انعقاد المؤتمر الثاني عشر للحزب، والذي يُرجح أن يكون الأخير، لكن التوقعات تشير إلى مناطق سيطرة «الكردستاني» في شمال العراق، وتحديداً في جبال قنديل. يبدو أن التواصل بين المجتمعين وأوجالان في معتقله تم عبر الهاتف أو وسيلة أخرى.

تشير لبيرفان بولدان، القيادية في «حزب المساواة والديمقراطية للشعوب» الكردي، إلى أن عملية تسليم السلاح والتوصل إلى اتفاق مع الدولة قد تتم قبل نهاية حزيران المقبل، إذا سارت الأمور بسلاسة.

بعد حل الحزب رسمياً، ستظهر أسئلة تفصيلية حول العفو العام عن مقاتلي «الكردستاني»، وقدرتهم على ممارسة دور سياسي في تركيا، أو إمكانية نفيهم إلى بلد ثالث. المنطقة التي سيتم فيها جمع السلاح وتسليمه للجيش التركي هي أيضاً من بين الأمور التي تحتاج إلى حسم.

الأكراد يسعون، منذ 47 عاماً، إلى تحقيق أهداف عدة، أبرزها الاعتراف بالهوية الثقافية للشعب الكردي، وتكريسها في الدستور والقوانين. يشمل ذلك الاعتراف باللغة الكردية في المناطق ذات الغالبية الكردية، ومنح المناطق الكردية صلاحيات إدارية لا مركزية واسعة.

المطلب الأساسي للحركة الكردية هو إطلاق سراح أوجالان، وسط أنباء عن إمكانية بقائه في السجن مع توفير شروط راحة وحركة له، بسبب «مخاوف أمنية على حياته».

تفيد صحيفة «صباح» بأن الإجراءات المتوقعة من أنقرة تشمل عودة المقاتلين الذين لم يشاركوا في عمليات قتل إلى تركيا، وعدم صدور عفو عام شامل، وتعديل الدستور، بدءاً من الأول من تشرين الأول المقبل، ولا سيما المادتين 42 و 66.

من المتوقع أن تمر التعديلات الدستورية في البرلمان التركي بدعم من المعارضة. حل الحزب وتسليم السلاح يشيران إلى أن الحركة الكردية في تركيا تتجه إلى «التفرغ» للعمل السياسي. يربط البعض بين التطورات الأخيرة وتلك التي شهدتها سوريا، في ظل دعم أمريكي لتعزيز نفوذ إردوغان.

بمجرد طي صفحة «حزب العمال الكردستاني»، من المتوقع أن تدخل تركيا عصراً جديداً من النفوذ الإقليمي المتزايد. قد يكون إردوغان الرابح الأكبر، حيث يبدو مستعداً لتقديم تنازلات مقابل تمرير تعديل دستوري يتيح له الترشح للرئاسة عام 2028 للمرة الثالثة.

مشاركة المقال: