الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:21 PM

كوارث جراحات التجميل تعصف بمناطق سيطرة النظام بسبب غياب الرقابة وتزايد الأخطاء الطبية

كوارث جراحات التجميل تعصف بمناطق سيطرة النظام بسبب غياب الرقابة وتزايد الأخطاء الطبية
تُعدّ عمليات التجميل في سوريا من أكثر الخدمات انتشاراً بين النساء بمختلف الطبقات الاقتصادية، حيث تحوّلت إلى احتياج أساسي رغم تفاوت الأوضاع المادية. وقد شهد هذا المجال ازدهارًا ملحوظًا، مع غياب إحصائيات دقيقة لعدد الممارسين لهذه المهنة، حيث تختلف التكلفة حسب الخبرة، نوع الإجراء، شهرة المركز، والمنطقة. انخفاض تكاليف التجميل في سوريا مقارنة بالدول المجاورة جعلها وجهة للسياحة التجميلية، خصوصاً من نساء دول مثل لبنان، الأردن، والعراق. تزايدت أيضاً ظاهرة التحاق الشابات بدورات تدريبية متخصصة في مجالات مثل حقن الفيلر والبوتوكس، تركيب الرموش، وتنظيف البشرة، بهدف الدخول السريع إلى سوق العمل وتحقيق أرباح جيدة. المثير للاهتمام هو أن الكثير من الفتيات اللواتي يخضعن لهذه الدورات ينتقلن لاحقًا لتنظيم دورات مشابهة للغير بأسعار مغرية. ### **أسعار بعض الإجراءات التجميلية** - **جل الأظافر**: بين 100 ألف ليرة في المناطق الشعبية و250 ألف ليرة في المراكز الراقية، مع الحاجة إلى تجديد كل 20 يومًا. - **تركيب الرموش**: بين 200 ألف و500 ألف ليرة حسب كثافة الرموش والموقع، مع تجديد شهري. - **تاتو الحواجب (مايكروبيلدينغ)**: يصل إلى مليون ليرة، مع تجديد كل 6 أشهر. - **تنظيف البشرة**: يكلف بين 150 و300 ألف ليرة. - **حقن البوتوكس**: لكامل الوجه، تتراوح التكلفة حسب المادة المستخدمة بين 600 ألف ليرة (للألماني) و800 ألف ليرة (للكوري). - **فيلر الشفاه**: سعر السنتيمتر يتراوح بين 850 ألف ليرة للكوري، و2.2 مليون ليرة للإيطالي. - **مكياج وتسريحات العرائس**: بين 800 ألف و3 ملايين ليرة، حسب المركز والمنطقة. ### **إنفاق مرتفع وتأثير اقتصادي** تشير تقديرات إلى أن السيدة التي تداوم على الإجراءات التجميلية الأساسية قد تنفق حوالي 1.5 مليون ليرة شهريًا. مدير أحد مراكز التجميل الشهيرة أكد أن حجم الإنفاق في هذا القطاع قد يقدر بمليارات الليرات سنويًا. ### **قيود على استيراد مستلزمات التجميل** أوضح مسؤولون أن مواد مثل الفيلر والبوتوكس تُعتبر من الكماليات وغير مسموح باستيرادها رسميًا، باستثناء مادة "Botulinumtoxin" المسموح بها لأغراض علاجية. معظم هذه المواد تُستورد بطرق غير نظامية، ما يثير المخاوف بشأن الجودة وسلامة الاستخدام. ### **السياحة التجميلية وتنظيم القطاع** رئيس اتحاد غرف السياحة شدّد على ضرورة تنظيم قطاع السياحة التجميلية في سوريا، عبر وضع ضوابط وشروط للمراكز التجميلية، بما يضمن جودة الخدمة وأسعارًا شفافة للسائحين. ومع شهرة الأطباء السوريين عالميًا، يمكن استثمار هذا القطاع ليكون مصدر دخل وطني. ### **المخاطر والمخالفات في المجال** كشف نقيب أطباء سوريا عن انتشار ممارسات غير قانونية مثل تقديم دورات تدريبية من أفراد غير مؤهلين، ما يؤدي لزيادة الأخطاء الطبية، كما تم الإبلاغ عن حالات لاستخدام مواد مغشوشة. وزارة الصحة أغلقت خلال العام الجاري حوالي 100 مركز تجميل مخالف. ### **التجميل بين الهوس والضرورة** شهد القطاع زيادة في الطلب، حتى من قبل فئات جديدة مثل الذكور. لكن هذه الظاهرة، على الرغم من مساهمتها في توفير فرص عمل، تعكس تناقضات اجتماعية واقتصادية، خصوصاً مع ضعف الرقابة وزيادة الممارسات غير المهنية. في المقابل، تسعى الجهات الرسمية لإيجاد حلول، بما في ذلك إمكانية السماح باستيراد المواد التجميلية بشكل نظامي لضمان الجودة.
مشاركة المقال: