كارثة إنسانية تُهدد مخيم الركبان وسط حصار ونقص حاد بالمساعدات

تصاعدت المناشدات الإنسانية بسبب تدهور الأوضاع المعيشية الصعبة في مخيم الركبان الواقع عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والطبية الأساسية. حيث أفادت مصادر محلية باختفاء مواد تموينية مثل الأرز، السكر، الشاي، البرغل، الزيت، وحليب الأطفال منذ أكثر من أربعين يومًا، الأمر الذي تسبب بمعاناة شديدة للأهالي بعيدًا عن تسليط الإعلام الضوء على قضيتهم.
مصادر محلية أكدت وفاة رضيع يبلغ من العمر شهرين بسبب نقص الرعاية الطبية ونفاد المواد المخصصة للأطفال، وسط حصار خانق تفرضه قوات النظام السوري. الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت غالبية الأسر عاجزة عن تحضير المؤونة الشتوية، التي تشمل مكونات كالكشك، اللبنة، المكدوس، الزيتون، والخضار المجففة، نظرًا لارتفاع الأسعار الجنونية، حيث وصل سعر كيلو الخضار إلى ما بين 12 و17 ألف ليرة سورية.
في الأسابيع الأخيرة، توقفت إمدادات الغذاء شبه بالكامل عن المخيم، الذي يعتمد سكانه على مساعدات قدمتها منظمة سورية للطوارئ. إلا أن هذه المساعدات لا تكفي لتغطية احتياجات أكثر من 8,000 شخص ما زالوا يعيشون في المخيم، في ظل تناقص أعداد السكان الذين اضطر عدد كبير منهم للرحيل بسبب الظروف القاسية.
مخيم الركبان، الذي تأسس في عام 2014 في المنطقة الصحراوية المعروفة بالمنطقة 55 قرب قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي، لا يزال يشهد معاناة مستمرة بسبب حصار النظام السوري. ويؤكد كثيرون من سكانه رفضهم العودة إلى مناطق سيطرة النظام خوفًا من الاعتقالات والانتهاكات.
كما تواصلت المظاهرات والاحتجاجات داخل المخيم، حيث طالب السكان بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير احتياجاتهم الضرورية من الغذاء والدواء وحليب الأطفال. إلى جانب ذلك، يعاني سكان الركبان من ظروف جوية قاسية تشمل الغبار ودرجات الحرارة المرتفعة خلال الصيف والبرودة الشديدة في الشتاء.
الوضع الصحي في المخيم متدهور للغاية، إذ يفتقر إلى بنية طبية حقيقية، حيث يعتمد الأهالي على ممرضين متدربين في ظل غياب تام لأطباء مختصين. تقارير تشير إلى أن الحالات المرضية يتم تشخيصها عبر التواصل مع أطباء في خارج المخيم. إضافة إلى ذلك، تكررت حالات الإجهاض بين النساء بسبب سوء التغذية، بينما يعاني الأطفال من انتشار الأمراض مثل سوء التغذية واليرقان.
رغم جهود المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات، يواجه وصول تلك المساعدات عقبات كبيرة نتيجة القيود التي يفرضها النظام السوري وإغلاق الطرق المؤدية إلى المخيم، مما يزيد من صعوبة الحياة على النازحين الذين طالبوا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ خطوات فعلية لإنهاء الحصار وتأمين وصول المساعدات.