في خطوة أثارت استياء واسعاً، أجبرت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) يوم السبت موظفي المؤسسات التابعة لها على الخروج في مسيرة دعائية مؤيدة لها ولزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، في مشهد يعكس استمرار القطيعة بينها وبين أي مسار سياسي جامع أو توافق كردي ـ كردي.
اللافت أن هذه الخطوة جاءت بالتزامن مع انعقاد مؤتمر "الوحدة الكردية"، الذي كان يُفترض أن يشكل نقطة تحوّل نحو التفاهم بين القوى الكردية المتباعدة، لكنه بدا عاجزاً عن زحزحة سياسات الأمر الواقع التي تفرضها قسد ومرجعيتها السياسية في جبال قنديل.
ورغم الشعارات البراقة التي تروج لها "الإدارة الذاتية" عن التعددية والمشاركة، تواصل قسد وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) التمسك برموز حزب العمال الكردستاني، إذ لا تزال صور أوجلان وأعلام الحزب تهيمن على الساحات العامة والمؤسسات، في مقابل غياب شبه تام لأعلام سوريا أو لرموز الأحزاب الكردية الأخرى.
هذا المشهد يعزز الشكوك حول مدى صدق التزامات "قسد" بخيارات التفاهم الوطني والعمل المشترك، ويفتح الباب أمام مزيد من الانقسام داخل الصف الكردي، ما قد ينسف جهود بناء مشروع سياسي مستقر في شمال شرقي سوريا. زمان الوصل
