الثلاثاء, 3 يونيو 2025 10:13 PM

قراعيب البصل: وصفة ساحلية بسيطة تصنع الحياة في ظل الظروف الصعبة

قراعيب البصل: وصفة ساحلية بسيطة تصنع الحياة في ظل الظروف الصعبة

في زوايا المطبخ الساحلي، وعلى نار هادئة فوقها مقلى فخار، تنضج أكلة قراعيب البصل، التراثية المتجذرة في ذاكرة الناس، بسيطة في مكوناتها، ابتدعها الناس هنا مستثمرين كل موجودات طبيعتهم، فالحال لم يكن يوماً جيداً بما يكفي لتناول أطعمة فارهة قوامها اللحوم.

القراعيب ليست سوى أطراف نبات البصل حين يقسو الساق ويخرج كيس الزهور، قبل أن يتفتح أو يصبح قاسياً كالخشب، تُقطع إلى قطع صغيرة، ثم تقلى بزيت الزيتون، ويُضاف إليها البرغل وقليل من الماء، قليلاً من الوقت ويصبح طعام الغداء جاهزاً، "برغل بقراعيب البصل"، طبق مثالي لواقع الحياة الصعب حالياً بظل الأزمة المعيشية.

انتهى طعام الغداء، الذي اعتاد الريفيون أن يتفننوا في ابتكاره والاستفادة من الموجودات المجانية في طبيعتهم، شتاء هناك الهندباء والخبيزة وغيرها، وفي الصيف هناك بعض الخضراوات التي يمكن زراعتها أمام المنزل إن توافرت المياه طبعاً، وللأسف هذا العام غابت المياه ومعها غابت الزراعات المنزلية بالكامل تقريباً.

استثمار قرعوب البصل لا يقتصر على طعام الغداء، فعلى مائدة الإفطار حيث لا تتوافر الكثير من الخيارات أيضاً، نتيجة إحجام معظم أبناء الريف عن تربية الأبقار لأسباب متعددة لا سبيل لذكرها الآن، يبقى البيض الخيار الأقرب إلى متناول اليد، ومع وجود قرعوب البصل يمكن إعادة ذات خطوات طهي البرغل به، لكن باستخدام البيض عوضاً عن البرغل وها هو صحن البيض بالقرعوب بات جاهزاً لتتناوله أسرة ما قبل خروجها للعمل والسعي في الأرض والزراعة.

قراعيب ليست مجرد وصفة رخيصة، بل حكاية طهو ارتبطت بأوقات الضيق التي تأبى أن تنتهي، أطباق من هذا النوع ولدت من فقر المكونات، لكنها صمدت في الذاكرة لأنها روت جوع أناس يأكلون ليعيشوا لا يعيشوا ليأكلون.

مشاركة المقال: