في قرى ريف الرقة، حيث الحرارة المرتفعة وشح الموارد، تبرز حدائق المنازل كحل مبتكر لمواجهة صعوبات الحياة. زراعة الطماطم والباذنجان والفليفلة في باحات المنازل ليست مجرد عادة، بل ضرورة ملحة.
صالحة اليحيى، أرملة من قرية الكسرات، تقول: "أزرع لأطعم أولادي وأبيع ما يزيد". الزراعة بالنسبة لها ليست رفاهية، بل وسيلة لتوفير مصاريف دراسة أطفالها.
في قرى مثل الرجم الأبيض والخاتونية، أصبحت زراعة الخضار المنزلية حركة جماعية. الأهالي يعتمدون على شبكات الري بالتنقيط والآبار الارتوازية لمواجهة انقطاعات المياه.
جاسم الخلف من قرية الرجم الأبيض يشير إلى أنهم يعتمدون على الأسمدة العضوية، مما يمنح الخضار طعمًا طبيعيًا وجودة عالية.
مثنى العلي، مزارع من قرية الخاتونية، اضطر لحفر بئر في حديقة منزله بسبب انقطاع المياه المتكرر.
زراعة الخضار المنزلية تمثل إرثًا اجتماعيًا ومصدرًا مستدامًا للدخل والغذاء، وتعزز الاعتماد على الذات في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
في ظل الغلاء والبطالة ونقص الخدمات، تبدو شتلة الطماطم في باحة منزل بسيط أكثر قيمة من الوعود.