عاد ما يقرب من نصف مليون لاجئ سوري إلى ديارهم بعد سقوط نظام الأسد، غالبيتهم من الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، وسط توقعات بزيادة هذا العدد في الأشهر المقبلة.
أكد رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، غونزالو فارغاس يوسا، أن نصف مليون لاجئ عادوا بالفعل منذ سقوط النظام السابق. وأشار في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) اليوم، 15 أيار، إلى أن أعدادًا كبيرة من السوريين قد تعود في الأشهر القادمة، مما يعكس مؤشرًا "قويًا" على التفاؤل الشعبي بالتغيير السياسي في البلاد.
ووصف فارغاس يوسا سقوط نظام الأسد بأنه فرصة "تاريخية" لمعالجة قضية اللاجئين والنازحين التي استمرت آثارها "المؤلمة" لأكثر من 14 عامًا. وأظهر مسح أجرته المفوضية بين ممثلي اللاجئين السوريين في المنطقة بعد سقوط النظام، أن حوالي 80% منهم أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى بلدهم.
ومع ذلك، أشار فارغاس يوسا إلى وجود عوائق أمام عودة السوريين، تتعلق بالوضع الاقتصادي المتدهور وتضرر البنية التحتية وحجم الدمار الذي طال مختلف جوانب الحياة في سوريا خلال السنوات الماضية.
من جهة أخرى، رحب رئيس البعثة بقرار الرئيس الأمريكي رفع العقوبات عن سوريا، معتبرًا أن سرعة تنفيذه سيكون له تأثير إيجابي كبير في دعم العودة الطوعية المستدامة.
وتستمر أعداد اللاجئين العائدين إلى سوريا في الازدياد ببطء عبر المنافذ البرية للدول المجاورة، بالإضافة إلى أعداد أقل عبر المطارات في دمشق وحلب.
وقد شهدت دول الجوار، تركيا ولبنان والعراق والأردن، النصيب الأكبر من عودة اللاجئين، بينما لا تزال أعداد العائدين من الدول الأوروبية قليلة، نظرًا للفارق في الخدمات والوضع الاقتصادي المتردي في سوريا.
وتسعى الدول المضيفة للاجئين إلى إنهاء ملف اللجوء على أراضيها من خلال وضع خطط لتشجيع السوريين على العودة، مقابل تجميد ملفات اللجوء الجديدة وسن قوانين للحد من اللجوء.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد العائدين خلال العام الحالي إلى حوالي مليون ونصف مليون لاجئ سوري.