الثلاثاء, 6 مايو 2025 01:22 PM

عودة "الإخبارية السورية": هل تنجح القناة الرسمية في استعادة ثقة الجمهور بعد سنوات من التوقف؟

عودة "الإخبارية السورية": هل تنجح القناة الرسمية في استعادة ثقة الجمهور بعد سنوات من التوقف؟

عودة "الإخبارية السورية": هل تنجح القناة الرسمية في استعادة ثقة الجمهور بعد سنوات من التوقف؟

انطلقت قناة الإخبارية السورية مجدداً أمس الإثنين بعد توقف امتد لنحو 5 أشهر، لتكون أول قناة سورية يتم افتتاحها منذ سقوط النظام 8 كانون الأول من العام الفائت.

سناك سوري-دمشق

ورغم أهمية الحدث الرمزية، لم تُحدث القناة ضجة تُذكر بين السوريين، فغياب الكهرباء حال دون متابعة واسعة من جهة، ومن جهة أخرى بدا المشاهد السوري معتاداً منذ سنوات على الحصول على أخباره وتحليلاته من وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية المستقلة.

آمال وملاحظات نقدية

اختار الناشط مقاربة متفائلة، فكتب عبر صفحته الشخصية: «أبارك انطلاق القناة الوطنية الأولى (الإخبارية)، وأسأل الله لجميع العاملين فيها من مدراء وصحفيين وفنيين التوفيق والسداد، وأن تكون مرآةً جميلةً لسوريا الجديدة».

بينما دعت الناشطة إلى دعم التجربة الجديدة، متوجهة إلى المتابعين برسالة تحث على منح الفريق الإعلامي فرصة للعمل قبل إطلاق الأحكام، فقالت: «نتمنى أن تنتظروا قليلاً ولا تطلقوا الأحكام باكراً في شباب وصبايا بروح جديدة وشغف كبير، شجعوهم ليقدموا أفضل ما يمكن. وإن شاء الله يلي ما قدرنا نعمله، يقدروا بهمتهم يعملوه».

في المقابل، حملت انطباعات صحفيين بعض الملاحظات المهنية والتقنية، كما الصحفي في “العربي الجديد”، ، الذي نشر مراجعة نقدية لتجربة البث الأولى، مشيراً إلى بطء الإيقاع ومبالغة الأداء الصوتي، حيث قال: «ريتم بطيء جداً، انتروهات والتقرير المفتاحي يعجّ بالخطابية والصفات. لفتة البدء بشهداء الكلمة موفّقة وذكية، لكن تفخيم الأصوات والمبالغة بالـ”اسات”، خلال الإلقاء أو الفويس أوفر، كان منفّراً».

وأضاف عبر منشور له بالفيسبوك: «الترقب كان كبيراً عند الساعة الخامسة، لكن الإفراط بالبروموهات والفواصل بدد شوق المتابعة. حبذا لو بدأت القناة بنشرة أخبار مباشرة، ليقيّم المتلقي المهنية بنفسه»، وقال: «لم أرَ حرفية في الهوية البصرية، لا في اللون ولا اللباس ولا الإضاءة، ولا حتى في بنية الخبر. وتكرار جملة “أول قناة وأول تلفزيون” ليس في مكانه، فسوريا تبث تلفزيونياً منذ عام 1960، لا داعي لخطاب يوحي وكأنكم من ابتكر البث».

وبحسب رأي “عبد الرزاق”، فإنه لم يكن من الضروري لقاء مدير عام الهيئة في اليوم الأول ليتحدث بالتوصيف والتبرير، و «المطلوب ظهور قوي: نشرة ومراسلون، برنامج حواري مع مسؤول كبير. أقول ذلك بمنتهى المحبة، فقد كنت أتوقع انطلاقة مختلفة. أتمنى للقناة أن تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأن تصبح مصدر خبر موثوقاً للسوريين وغيرهم».

أما الصحفي ، فلاحظ بدوره مفارقة في الخطاب السياسي للقناة، قائلاً: «بعد ساعة كاملة من متابعة قناة “الإخبارية السورية”، لوحظ تجنّب واضح للتطبيل والإشادة بالرئيس الشرعي، مقابل ارتفاع ملحوظ في مستوى الإشادة بوزير الإعلام وإنجازات وزارته».

وتابع: «كما كرّر مدير العلاقات العامة في الوزارة، في مناسبتين مختلفتين، التأكيد على منح التسهيلات وضمان حرية عمل الصحفيين، رابطاً ذلك بما وصفه بـ”الوطنية والإخلاص”».

وفي الافتتاح ظهرت المذيعة “هبة مسالمة” وزميلها “معاذ محارب” بتوازن جندري واضح، إلا أنه غاب عن مجموعة المراسلين كما يظهر حول مراسليها، الذين بلغ عددهم 12 مراسلاً في المحافظات كلهم ذكور باستثناء شابتَين في الجنوب وفي طرطوس.

 ما الذي يقوله المسؤولون؟

وخلال تغطية الانطلاقة الرسمية، أكد “علاء برسيلو”، المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، أن القناة الجديدة ستعمل كوسيط فعّال بين الدولة والمجتمع، وأنها تسعى للاقتراب من هموم الناس، وأضاف: «نشعر بالفخر والاعتزاز مع انطلاق القناة الوطنية السورية، رغم أن البناء بدأ من تحت الصفر، وهو عمل صعب في ظل مؤسسات متهالكة ورثناها عن النظام البائد».

وشدّد برسيلو على أن النظام السابق جعل سوريا في ذيل التصنيفات الإعلامية، معتبراً أن ما ورثوه لم يكن مؤسسات إعلامية، بل «مؤسسات قمعية بيد النظام»، وقال إن الإدارة الجديدة أوقفت الفساد وأعادت هيكلة العمل على أسس الكفاءة، مع إطلاق برامج تدريبية لكوادر سابقة لرفع مستواها ومواكبة التطورات الإعلامية.

أما “جميل سرور”، مدير قناة الإخبارية السورية، فاعتبر الانطلاق لحظة وطنية، وقال إن ما أخّر البث هو الحرص على تقديم منتج يليق بسوريا الجديدة، وأضاف: «حين نتحدث عن الإعلام نتحدث عن سياسة تحريرية وهوية بصرية وواقع مختلف تماماً عن السابق».

وتبقى “الإخبارية السورية” أمام اختبار طويل يتجاوز الشكل والبث، نحو المضمون والمهنية والمسافة من السلطة، فما ينتظره السوريون اليوم ليس مجرد عودة الصوت، بل أن يكون هذا الصوت حراً بما يكفي ليعيد ثقة السوريين بإعلامهم.

مشاركة المقال: