صراع داخلي بين بشار وماهر الأسد يتفاقم إثر الغارات الإسرائيلية

شهدت العلاقات بين رئيس النظام السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة المدعومة بشكل واضح من إيران، تصاعدًا في التوتر بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة عسكريين إيرانيين داخل سوريا. تقرير نشره موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي أشار إلى وجود تسريبات أمنية يُعتقد بأنها من داخل النظام السوري، ما أدى إلى تعميق أزمة الثقة بين دمشق وطهران وزيادة عزلة بشار الأسد داخل دائرته الحاكمة.
التقرير ربط الخلاف بين بشار وماهر الأسد بتصاعد الضغوط الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا واستهداف شخصيات رئيسية مقربة من طهران، الأمر الذي أدى إلى تعقيد العلاقة بين الطرفين. كما أشار إلى حوادث اغتيال مثل مقتل رجل الأعمال براء قاطرجي في يوليو 2024، المرتبط بالحرس الثوري الإيراني، في هجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية، ومقتل لونا الشبل، مستشارة بشار الأسد، والذي يُعتقد أنه كان محاولة لتقليص نفوذ إيران داخل النظام.
على الأرض، انعكست هذه التوترات في اشتباكات بين قوات الفرقة الرابعة المدعومة من إيران وقوات النظام في مناطق مثل دمشق وحمص، ما يعكس انقسامات داخلية عميقة. ماهر الأسد، من جانبه، عزز نفوذه بإصدار أوامر تمنع اعتقال أي عنصر من الفرقة الرابعة من قبل القوات الأمنية الأخرى، في حين تعرضت مواقع مرتبطة به، بما في ذلك فيلته، لهجمات إسرائيلية متكررة.
في الوقت نفسه، ازدادت عزلة بشار الأسد بسبب تدهور الوضع الصحي لزوجته أسماء الأخرس، التي عانت من تكرار مرض السرطان، مما أثر على نشاطها في المجال العام وزاد من ضعف موقف الأسد داخل النظام وخارجه.