سوق السندات يتسبب في تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية ويكشف هشاشة السياسات الاقتصادية!

رغم التراجع البالغ 20% في الأسواق المالية، أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صلابة أمام تلك الأزمات، لكنه اضطر إلى التراجع بفعل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بمقدار 40 نقطة أساس. فما الذي دفعه للتراجع؟
### **ترامب والتعريفات الجمركية: بين موقفه الشخصي ومصلحة الأمة**
بصفته مواطنًا، كان ترامب يعارض فرض التعريفات الجمركية، إلا أنه كرئيس استخدمها كأداة لإعادة بناء القوة الصناعية في الولايات المتحدة. وعبّر وزير الخارجية ماركو روبيو عن جوهر الأزمة بقوله: "خلال عشر سنوات، سيكون كل شيء مهم بالنسبة لنا تحت سيطرة الصين". الأرقام تدل على عمق المعضلة:
- في عام 2023، أنتجت الصين 1800 سفينة، بينما أنتجت الولايات المتحدة 5 فقط.
- دمرت طائرات صينية مسيّرة زهيدة الثمن أسلحة أمريكية بملايين الدولارات.
### **السوق ينهار، لكن ترامب لا ينصاع**
كانت إعادة إحياء الصناعة هدفًا استراتيجيًا، إلا أن النتيجة جاءت عكس التوقعات:
- انهيار الأسواق بنسبة 20%.
- رفض ترامب الرضوخ لضغوط وول ستريت. وأوضح وزير الخزانة سكوت بيسينت أن "88% من الأسهم تسيطر عليها 10% فقط من السكان، وترامب يهتم بالأغلبية".
### **تأثير سوق السندات: اللحظة الحاسمة**
في الأوقات العادية، يُعد سوق السندات ملاذًا آمنًا أثناء انهيار الأسهم. لكن هذه المرة، ارتفعت العوائد بشكل حاد نتيجة العجز التجاري والمالي المتزايد، مما أدى إلى قلق الأسواق وأثّر على النظام المالي:
- تعتمد البنوك على السندات في عمليات الإقراض اليومي.
- تحتاج الشركات إلى السندات لتوفير السيولة ودفع الرواتب.
- أي اهتزاز في هذا السوق يُهدد الاستقرار المالي بكامله.
رجل الأعمال البارز جيمي دايمون تدخّل مباشرة، محذرًا ترامب من انهيار شامل إن لم يُخفف من حدة سياساته الجمركية. استجابة لذلك، قرر ترامب تأجيل التعريفات الجمركية لمدة 90 يومًا.
### **الدرس المستفاد**
بينما قاوم ترامب نفوذ وول ستريت، اكتشف أن قوة سوق السندات لا يمكن تجاهلها. إذ يُعد هذا السوق عاملًا حاسمًا قادرًا على التأثير على الأنظمة الاقتصادية والسياسية حول العالم.