مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع العقوبات عن سوريا في 13 أيار، ارتفعت آمال المستثمرين ورجال الأعمال من مختلف الدول. استجابت الحكومة السورية بدعوة المستثمرين للاستثمار في سوريا، معتبرة إياها "أرض الفرص".
أكد وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، في تصريحات لوكالة "رويترز" أن مستثمرين من الإمارات العربية المتحدة والكويت والمملكة العربية السعودية، ودول أخرى، أبدوا اهتمامًا بالاستثمار. وأضاف برنية: "سوريا اليوم أرض الفرص، بإمكانات هائلة في كل القطاعات، من الزراعة إلى النفط والسياحة والبنية الأساسية والنقل"، داعيًا المستثمرين لاغتنام الفرصة.
من المتوقع أن يمثل رفع العقوبات الأمريكية بداية حقبة جديدة للاقتصاد السوري المدمر بفعل 13 عامًا من الحرب، مما يفتح الباب أمام تدفقات الاستثمار من السوريين في الخارج، وتركيا، ودول الخليج الداعمة للحكومة الجديدة.
أمريكا وتركيا
تيموثي آش، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في "آر بي سي بلوباي"، يرى "فرصة حقيقية لإحداث تغيير تحويلي في سوريا والمنطقة الأوسع". ويتوقع أونور جينك، الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية "BBVA"، استفادة الشركات والبنوك التركية من رفع العقوبات، نظرًا للحاجة الماسة لإعادة الإعمار في سوريا.
في نيسان الماضي، أعرب وزير التجارة التركي، عمر بولات، عن رغبة بلاده في التفاوض على اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع سوريا، تشمل تشجيع الاستثمارات وحمايتها، ومنع الازدواج الضريبي، والتعاون المصرفي، وافتتاح المصارف التركية في سوريا.
ناقش الجانبان السوري والتركي التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وإعادة تأهيل المناطق الصناعية المتضررة، وتحديد المناطق التي تحتاج إلى إصلاح في البنية التحتية للنقل.
لبنان وسوريا
المستثمر اللبناني عماد الخطيب، صرح بأنه عجّل بخططه للاستثمار في سوريا بعد إعلان ترامب، وأجرى دراسة جدوى لإنشاء مصنع لفرز النفايات في دمشق بتكلفة 200 مليون دولار. ويرى أن سوريا "أكبر بكثير من لبنان"، ويعتزم جذب مستثمرين جدد.
رجل الأعمال السوري غسان عبود يخطط أيضًا للاستثمار في سوريا، متوقعًا أن يحذو حذوه سوريون آخرون لهم علاقات تجارية دولية، بعد زوال الخوف من العقوبات.
ترى وكالة "رويترز" أن رفع العقوبات سيغير الاقتصاد السوري جذريًا، خاصة مع تبني سياسات السوق الحرة.
مشروع حكومي لبناني
وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، يرى أن رفع العقوبات عن سوريا يشكل "دفعًا إيجابيًا" لتحضيرات لبنان لتأمين عبور النفط العراقي إلى مصفاة طرابلس، وخط الربط الكهربائي الخماسي، وتأمين نقل الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان.
وزير الطاقة والمياه اللبناني جو الصدى، أكد أن القرار سينعكس إيجابًا على صعيد الطاقة والنفط، ويسهل استجرار الطاقة والغاز عبر سوريا.
رفع العقوبات بدأ
وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت أنها بدأت عملية رفع العقوبات، بهدف استقرار الوضع ومساعدة سوريا على التحرك نحو السلام.
ترامب أعرب عن أمله في أن تنجح الحكومة السورية الجديدة في تحقيق الاستقرار وإنهاء الأزمات، معتبرًا هذه المبادرة خطوة نحو تطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق.
يذكر أن العقوبات الأمريكية كان لها دور في تقويض قدرة النظام السوري السابق، وطالت شخصيات حكومية واقتصادية وعسكرية، وقطاعات خدمية واقتصادية.