تتجه سوريا نحو طباعة عملة سورية جديدة في الإمارات العربية المتحدة وألمانيا، في خطوة تمثل تحولًا عن الاعتماد على روسيا في هذا المجال. ووفقًا لمصادر وكالة "رويترز"، يعكس هذا التوجه تحسنًا ملحوظًا في العلاقات مع دول الخليج والدول الغربية، بالإضافة إلى الاستفادة من الفرص التي أتاحتها التعديلات الأخيرة في العقوبات المفروضة على سوريا.
بدأت السلطات السورية في استكشاف إمكانية طباعة العملة في ألمانيا والإمارات في وقت سابق من هذا العام، وتسارعت هذه الجهود بعد تخفيف الاتحاد الأوروبي لبعض العقوبات على دمشق في شباط 2025. ومن المتوقع أن يشمل التصميم الجديد للعملة إزالة صورة الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، من فئة الـ 2000 ليرة سورية.
يشير تقرير "رويترز" إلى أن الحكومة السورية تسعى جاهدة لإصلاح الاقتصاد المتدهور بعد 13 عامًا من الحرب، وهي مشكلة تفاقمت بسبب نقص الأوراق النقدية. وتجري السلطات السورية محادثات متقدمة مع شركة "عملات" الإماراتية بشأن صفقة طباعة العملة، وذلك بعد زيارة قام بها حاكم مصرف سوريا المركزي ووزير المالية السوري إلى الإمارات في أيار الماضي.
كما أبدت كل من شركة "بوندسدروكيري" الألمانية المدعومة من الدولة وشركة "جيسيك و ديفرينت" الخاصة اهتمامهما بالمشاركة في طباعة العملة، ولكن لم يتضح بعد أي من الشركتين ستحصل على العقد.
وفي سياق متصل، ذكر الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، عابد فضلية، أن طباعة الأوراق النقدية الجديدة ضرورية لتطوير شكل العملة السورية، بحيث يعكس وجه سوريا الحالي، معتبرًا إياها "وثيقة وطنية افتراضية".
من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي أدهم قضيماتي أن طباعة العملة في أوروبا قد توفر مزايا من حيث الجودة والثقة، لكن يجب مراعاة التحديات المتعلقة بالسيادة الوطنية والسياسات الاقتصادية والعقوبات، مؤكدًا على أهمية الدراسة الشاملة والاستراتيجية قبل اتخاذ أي قرار.
في المقابل، نفى الخبير الاقتصادي جورج خزام إمكانية طباعة أوراق نقدية جديدة بقيمة افتتاحية ثابتة معادلة للدولار الأمريكي، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب احتياطيات كبيرة من الدولار وقد يؤدي إلى مشاكل اقتصادية. وأكد أن حذف صفرين من العملة هو الحل الأمثل لاستبدال المدخرات بالليرة، مع ترك قوى السوق تحدد قيمتها الحقيقية.