يتزايد القلق “الإسرائيلي” من الضغوط التي قد يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن عقد اتفاق في قطاع غزة خصوصاً بعد الاتفاق على تفعيل آلية مساعدات للقطاع.
وأفادت وسائل إعلام “إسرائيلية” محلية بأن هذه الضغوط تتزايد مع اقتراب زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط، إذ قالت “إذاعة الجيش الإسرائيلي”: “إن ترامب غاضب لأنه يعتقد أن نتنياهو يتلاعب به”. كما أشار الإعلام “الإسرائيلي” إلى تصريحات ترامب التي عبّر فيها عن إحباطه من عدم التوصل لاتفاق، قائلاً: “إنه من الصعب التوصل إلى حل لأنهم يتقاتلون منذ ألف عام”.
كذلك، أشار محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يسرائيل هيوم” يوآف ليمور، إلى قلق في المؤسسة الأمنية من إمكان “وقوع ضرر في الأمن القومي نتيجة التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة”، مؤكداً أنّ “هذا القلق يسود كل المنظمات الأمنية؛ الجيش، الشاباك والموساد”. وأضاف أنّ “هذا القلق أُثير عبر أشكال مختلفة في الأيام الأخيرة، أمام عدة منتديات، بما في ذلك أمام رئيس الحكومة ووزير الأمن” كما لفت إلى أنّ الأمر يتعلق بـ3 قضايا رئيسة: “الاتفاق النووي مع إيران، صفقات أمنية إقليمية والوضع في غزة، مع التركيز على قضية الأسرى، تُضاف إليها مسائل أخرى”.
وأوضح “ليمور” أن فيما يتعلق بالموضوع الأول، أي إيران وبرنامجها النووي، فإن “الولايات المتحدة، على ما يبدو، تدفع نحو اتفاق لن يكون بعيداً عن جوهر الاتفاق النووي السابق، عام 2015″، مشيراً إلى أن “الإدارة الأمريكية رفضت طلب إسرائيل بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بصورة كاملة، وفقاً للصيغة الليبية، كما طالب بنيامين نتنياهو”.
ويعتزم الرئيس الأمريكي، غداً الإثنين زيارة ثلاثة عواصم عربية وهي الرياض والدوحة وأبو ظبي، حاملًا ملفات سياسية واقتصادية عدة، من بينها الملف السوري. وقالت وكالة “فرانس برس” في تقرير نشرته أمس السبت: “إن ترامب يسعى لعقد صفقات تجارية كبرى، في جولته الكبرى الأولى إلى دول الخليج العربي بعد تسلّمه ولايته الرئاسية الجديدة”.
وفي 9 أيار الجاري قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأمريكي، كارولين ليفيت: “إن ترامب يتطلع للانطلاق في عودته التاريخية إلى الشرق الأوسط لتعزيز رؤيته، حيث يتم هزيمة التطرف لصالح التجارة والتبادلات الثقافية”. وأضافت ليفيت أن الرئيس الأمريكي لن يتمكن من تجنب قائمة الأزمات الإقليمية الطويلة، بما في ذلك الحرب في غزة، والمتمردين الحوثيين في اليمن، والفوضى التي تشهدها سوريا بعد رحيل الأسد.
وقال مدير برنامج “الشرق الأوسط” في مركز “الدراسات الاستراتيجية والدولية” جون ، للوكالة الفرنسية: “إن الرئيس ترامب يزور الخليج لأنه يعتبره مكانه المفضل”.