دمشق ترحب بقرار ترمب رفع العقوبات: انطلاقة جديدة لسوريا ورسائل دعم إقليمية ودولية
رحبت الحكومة السورية بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ووصفت القرار بأنه يمثل تحولًا جذريًا في مسار البلاد نحو التعافي وإعادة الإعمار. وأكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن التصريحات الصادرة عن ترمب من الرياض تمثل “نقطة تحول محورية للشعب السوري”، مضيفًا أن سوريا تستعد للانخراط في مرحلة من “الاستقرار والاكتفاء الذاتي وإعادة الإعمار الحقيقية بعد سنوات من الحرب المدمرة”. وأكد الشيباني أهمية الدور السعودي في إنجاح هذه المبادرة، معتبرًا أن القرار يمثل فرصة تاريخية لإعادة اندماج سوريا في محيطها الإقليمي والدولي. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تكثيفًا في التحركات الدبلوماسية لتثبيت هذا التحول، على رأسها لقاء مرتقب بينه وبين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تركيا.
الاقتصاد السوري يستعد لمرحلة جديدة من الانفتاح
من جهته، رأى وزير الاقتصاد السوري محمد الشعار أن رفع العقوبات يمثل “انطلاقة جديدة للاقتصاد السوري”، مشيرًا إلى أن الخطوة تفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات وتعافي الأسواق. وفي تصريحات لقناة “العربية”، أوضح الشعار أن الحكومة بصدد إطلاق خطط اقتصادية طارئة للاستفادة من المناخ الجديد، مؤكدًا أن القرار سيعيد الثقة بالعملة الوطنية ويعزز النشاط التجاري والمالي.
مظاهر احتفالية في دمشق وتحسن فوري في سعر الصرف
على المستوى الشعبي، شهدت شوارع العاصمة دمشق ومناطق أخرى في البلاد مظاهر احتفالية عفوية، حيث خرجت مواكب سيارات وعلت الهتافات المؤيدة للقرار الأميركي. وعبر المواطنون عن أملهم بانعكاس القرار سريعًا على الظروف المعيشية، لا سيما بعد سنوات من الغلاء وتدهور الأوضاع الاقتصادية، رافعين الأعلام السورية والسعودية. بالتوازي مع ذلك، أفادت مصادر مالية محلية بتحسن ملحوظ في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار فور إعلان القرار، في مؤشر واضح على حجم الترقب الإيجابي الذي يعيشه الشارع السوري.
دعم إقليمي من دول الخليج وموقف موحد من مجلس التعاون
لاقى قرار ترمب صدى واسعًا في العواصم الخليجية، إذ سارعت وزارة الخارجية الكويتية إلى الترحيب بالقرار، مشيدة بالدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية في تهيئة الظروف المناسبة لهذا التحول. واعتبرت الكويت أن رفع العقوبات يمثل خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار والازدهار في سوريا، وجددت دعمها الكامل لوحدة أراضيها وسيادتها. كما أعربت وزارة الخارجية القطرية عن تقديرها الكبير لإعلان الرئيس الأميركي، مشيرة إلى أن القرار يشكل بداية جديدة لسوريا الجديدة، كما ثمّنت جهود كل من السعودية وتركيا في تسهيل هذا المسار. وعبّرت الدوحة عن التزامها بدعم تطلعات الشعب السوري في التنمية والاستقرار. وفي بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أعرب المجلس عن ترحيبه الكامل بالقرار الأميركي، مؤكدًا دعمه لأي خطوات تساهم في إنهاء معاناة السوريين وتدفع بعملية إعادة الإعمار قدمًا.
الأمم المتحدة والكونغرس الأميركي: دعم دولي لمرحلة ما بعد العقوبات
رحبت الأمم المتحدة بدورها بقرار تخفيف العقوبات، حيث صرح المتحدث باسم الأمين العام أن هذا القرار يمهد الطريق أمام تحسين الوضع الإنساني في سوريا وتسريع وتيرة إعادة الإعمار. وأشار إلى أن “استقرار سوريا لا يشكل أولوية إقليمية فقط، بل يمثل عاملًا أساسيًا في تعزيز الأمن والسلام الدوليين”. من جهته، وصف عضو الكونغرس الأميركي أبراهام حمادة، في تصريح خاص لمنصة “سوريا 24″، القرار بأنه “خطوة تاريخية نحو تعزيز السلام الإقليمي من خلال القوة”، مشيدًا بقيادة الرئيس ترمب في الدفع نحو مرحلة جديدة من التوازن في الشرق الأوسط، تقوم على المصالحة دون التنازل عن المبادئ الأميركية.
لقاء مرتقب بين ترمب والشرع في الرياض
في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة، أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس ترمب وافق على لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض يوم الأربعاء، ضمن جدول جولته الخليجية. ووفق مصادر دبلوماسية، فإن هذا اللقاء جاء بعد جهود دؤوبة بذلتها السعودية وبدعم من كل من قطر وتركيا، في إطار إعادة ترتيب العلاقات الإقليمية مع الإدارة السورية الجديدة.