الخميس, 15 مايو 2025 04:12 AM

زلزال في السياسة: ترمب يرفع العقوبات عن سوريا ويفتح صفحة جديدة للعلاقات

زلزال في السياسة: ترمب يرفع العقوبات عن سوريا ويفتح صفحة جديدة للعلاقات

في خطوة مفاجئة، تصدر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أُعلن من الرياض، بإلغاء كافة العقوبات المفروضة على سوريا، المشهد الدولي والإقليمي. هذا القرار غير المسبوق يهدف إلى تخفيف الضغوط الاقتصادية وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة نتيجة سنوات الصراع.

أهمية القرار سياسيًا

أعلن ترمب عن القرار خلال القمة الخليجية الأميركية، عقب اجتماع رباعي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأكد بدء خطوات لتطبيع العلاقات مع سوريا، وكشف عن استعداد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للقاء نظيره السوري أسعد الشيباني في تركيا.

وقال ترمب: "بعد محادثات مع ولي العهد السعودي والرئيس أردوغان والقيادة السورية، قررت رفع العقوبات لمنح سوريا فرصة حقيقية للانطلاق مجددًا".

مرحلة جديدة من الانفتاح

يرى رئيس المجلس الأمريكي السوري، فاروق بلال، أن القرار يمثل بداية حقبة جديدة لسوريا، التي عانت من عزلة سياسية ودبلوماسية بسبب العقوبات، وعلى رأسها قوانين مثل "قيصر" و"ماغنيتسكي".

وأوضح أن سوريا تفتح صفحة جديدة من الانفتاح على الغرب، وأن القرار سيكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على المستويين السياسي والشعبي، مشيرًا إلى الاحتفالات التي شهدتها المدن السورية.

التأثير السياسي والاقتصادي

سياسيًا، قد يدفع قرار ترمب دولًا أخرى لرفع العقوبات والانخراط في إعادة الإعمار. اقتصاديًا، سيفتح الباب أمام استثمارات ضخمة في البنية التحتية والخدمات، وهو ما تعتبره الحكومة السورية أولوية.

أنواع العقوبات ومسارات رفعها

أشار بلال إلى أن العقوبات تنقسم إلى ثلاث فئات: تنفيذية (يمكن للرئيس إلغاؤها)، تشريعية (مثل قانون "قيصر" وتحتاج إلى تصويت في الكونغرس)، ودولية (تتطلب توافقًا دوليًا). القرارات الرئاسية قادرة على إحداث فرق فوري في العلاقات الدولية مع سوريا.

دعم عربي وتأييد أميركي

شدد ولي العهد السعودي على أهمية وحدة الأراضي السورية، مؤكدًا دعم المملكة لجهود الحكومة السورية. كما أصدرت قيادة التحالف السوري الأميركي من أجل السلام والازدهار بيانًا كشفت فيه عن دعم عدد من كبار المسؤولين في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركي للقرار.

وقال المحلل السياسي زكريا ملاحفجي إن رفع العقوبات خطوة محورية نحو إعادة دمج دمشق في المجتمع الدولي، واللقاء بين ترامب والشرع يُشير إلى توافق إقليمي ودولي على دعم الحكومة السورية الجديدة. ويرى أن القرار يمهد الطريق أمام استثمارات أجنبية، ويسهم في تسهيل عودة اللاجئين وتحسين الأوضاع المعيشية.

ترامب دعا سوريا للانضمام إلى اتفاقيات إبراهام، التي تهدف إلى تطبيع العلاقات مع اسرائيل، إضافة إلى أن قرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا يُمثل فرصة تاريخية لإعادة بناء الدولة السورية، وتحقيق الاستقرار.

ردّ الحكومة السورية وترحيب شعبي

رحبت الحكومة السورية بالقرار، ووصفه وزير الخارجية أسعد الشيباني بأنه "نقطة تحول محورية"، مشيدًا بشجاعة ترمب. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الشيباني قوله إن الرئيس الأميركي "قدّم للسوريين ما لم يقدمه أسلافه".

يبدو أن رفع العقوبات ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل بداية لتحوّل سياسي واقتصادي واسع قد يعيد رسم خريطة العلاقات في الشرق الأوسط، ويمنح الشعب السوري نافذة جديدة للأمل.

مشاركة المقال: