خبير: المغتربون السوريون كنز للمنتخبات الوطنية.. خطط واعدة رغم التحديات

عنب بلدي – حسن إبراهيم

في خطوة تهدف لتعزيز صفوف المنتخبات الوطنية، كثف الاتحاد السوري لكرة القدم جهوده لاستكشاف واستقطاب اللاعبين السوريين المغتربين، بدءًا من تشكيل فريق متخصص لمتابعتهم في أوروبا، وصولًا إلى إطلاق منصة إلكترونية لتسجيل الراغبين بتمثيل سوريا.

لطالما واجه ملف اللاعبين المغتربين تحديات جمة، إدارية ولوجستية ومالية، إضافة إلى صعوبات الاستدعاء وتوثيق الأوراق، فضلًا عن قضايا التمييز بين المحترفين في الخارج واللاعبين المحليين.

وبحسب قرار الاتحاد الصادر في 14 شباط الماضي، تم تشكيل فريق فني وطني لاستكشاف ومتابعة اللاعبين السوريين المغتربين في أوروبا، يضم عشرة مدربين:

• هشام خلف – مدرب رئيسي (ألمانيا).
• فواز مندو – مدرب مساعد (هولندا).
• رافع خليل – مدرب مساعد (هولندا).
• عبد القادر عوامة – مدرب مساعد (السويد).
• صلاح عليكو – مدرب مساعد (الدنمارك).
• كاوا حسو – مدرب حراس مرمى.
• سامر السعيد – مدرب حراس مرمى.
• عدنان الحافظ – مدرب حراس مرمى.
• محمد محشية – إداري ومنسق عام.
• محمد فادي رباط – مسؤول الارتباط والتنسيق في الاتحاد.

وفي 8 نيسان الحالي، فتح الاتحاد باب الانتساب للمواهب السورية في الخارج، وطلب من اللاعبين الراغبين بتمثيل المنتخبات الوطنية التسجيل عبر رابط إلكتروني، بالتعاون مع الفريق الفني المكلف.

كما طلب الاتحاد إرسال مقاطع فيديو للاعبين عبر البريد الإلكتروني المرفق، مع ذكر الاسم باللغة الإنجليزية.

أثار الرابط تساؤلات وانتقادات حول مدى احترافيته، واقتراحات لتحسين آلية التعامل مع لاعبي المنتخب.

فرص متساوية للجميع

مدرب حراس المرمى عدنان الحافظ، أوضح لعنب بلدي أن الفريق أجرى اجتماعات مع اللجنة الاستشارية في اتحاد كرة القدم ووزير الرياضة لمناقشة آلية العمل.

وأكد الحافظ على أهمية وجود آلية تمنع الفساد في اختيار اللاعبين وتمنح فرصًا متساوية للجميع، مع قاعدة بيانات رقمية شاملة.

واعتبر الرابط الإلكتروني خطوة أولى جيدة لحصر المعلومات، مؤكدًا على الحاجة للوقت لتطوير العمل.

وأشار إلى أن السيرة الذاتية للاعب مع تسجيل مصور لمهاراته يعطي تصورًا مبدئيًا للمدرب، ثم يتم عرضه على الفريق وتقييمه، وعرضه على عضو الارتباط مع الاتحاد، ثم على مدرب المنتخب للموافقة عليه.

نحن في عصر الاحتراف، لا يمكن أن تعرض على اللاعب القدوم إلى المنتخب فقط من أجل حب الوطن وتمثيله، كل الناس يحبون بلدهم، وكل اللاعبين في العالم يعتبرون تمثيل بلدهم شرفًا لهم، لكن لا بد من مميزات يجب أن يمتلكها لاعبو المنتخب.

عدنان الحافظ

مدرب حراس

ثلاث عقبات

أكد عدنان الحافظ وجود ثلاث عقبات رئيسية تواجه عمل الفريق:

1. تباعد المسافات بين أعضاء الفريق، مما يعيق الاجتماعات المباشرة ورؤية اللاعبين على أرض الواقع.
2. عدم التفرغ الكامل للمدربين، لارتباطهم بأعمال أخرى.
3. التكلفة العالية لإقامة معسكرات واختبارات فنية للاعبين.

وأعرب عن أمله في تسريع وتيرة العمل وتذليل العقبات، مؤكدًا على الحاجة إلى تواصل أكبر وبحث أعمق عن المواهب السورية.

توقعات بنتائج مبشرة

ذكر عدنان الحافظ المقيم في بلجيكا أن الشغف بكرة القدم كبير لدى السوريين في أوروبا، وهناك طموحات كبيرة على مستوى اللاعبين وأهاليهم.

ويرى أن سوريا ستكون مثل المغرب أو تونس في آسيا، حيث يعتمد المنتخبان على لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية.

كما يعتقد أن سوريا ستكون حاضرة في المحافل الآسيوية والدولية بفضل وجود كم هائل من المحترفين والمهارات.

سوريا ستكون المغرب أو تونس مستقبلًا في القارة الآسيوية، لأن معظم لاعبي المغرب وتونس والجزائر موجودون في الدوريات الأوروبية، واللاعبون السوريون يتدربون بجد، وسنراهم في أقوى الدوريات الأوروبية على المدى القريب والمتوسط.

ويرى الكابتن عدنان أن قوة الدوري المحلي والأكاديميات والاهتمام باللاعبين ينعكس إيجابًا على المنتخبات، داعيًا إلى تطوير البنية التحتية واستقطاب الكفاءات المؤهلة للتدريب.

نجاحات رياضية خارج الحدود

يشكل اللاعبون المحترفون إضافة نوعية للمنتخبات الوطنية، لكن الاهتمام بهم لم يكن على سلم الأولويات في سوريا، رغم المحاولات التي شابتها رغبات سياسية.

ومنذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، حقق الرياضيون السوريون نجاحات لافتة في الخارج، منها فوز الملاكم حيدر وردة في 17 بطولة من أصل 18 شارك فيها.

وفي أيار 2024، فاز لاعبون سوريون بجوائز في بطولة كأس العالم المفتوحة لـ”الكيك بوكسينغ” (واكو) في اسطنبول.

وفي 2021، حققت الطفلة السورية لين ياغي فوزها في البطولة الفرنسية للشطرنج للشباب، ودخل الشاب السوري محمد نور قرة موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.