الأربعاء, 7 مايو 2025 03:12 AM

حملة واسعة في ريف حماة الشرقي لإزالة الأنقاض وتأهيل المنطقة تمهيداً لعودة السكان

حملة واسعة في ريف حماة الشرقي لإزالة الأنقاض وتأهيل المنطقة تمهيداً لعودة السكان

أطلقت مديرية الخدمات الفنية في محافظة حماة، بالتعاون مع فرق الدفاع المدني، حملة واسعة لرفع الأنقاض وفتح الطرقات في قرى ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي. وتأتي هذه الحملة ضمن المبادرة العامة التي أطلقتها المحافظة تحت شعار "حماة تنبض من جديد"، بهدف إعادة تأهيل المناطق المتضررة وتهيئة البيئة المناسبة لعودة المواطنين.

وتستهدف الحملة جميع قرى ناحية عقيربات، وتهدف إلى رفع الركام الناتج عن سنوات الحرب، وفتح الطرق الرئيسية والفرعية لتسهيل الحركة المرورية وتحسين وصول الخدمات الأساسية.

ومن المتوقع أن تمتد مدة العمل لمدة 15 يومًا تقريبًا، بحسب التقديرات الأولية.

وتعتمد الحملة على عدد من الآليات الثقيلة والمعدات الخاصة برفع الأنقاض، بالإضافة إلى تدخل فرق متخصصة من الدفاع المدني، خصوصًا في المناطق التي يُعتقد أنها تحتوي على ألغام أو متفجرات من مخلفات الحرب.

وفي هذا الصدد، قال حسين عثمان، مدير الخدمات الفنية في حماة في حديث لمنصة سوريا ٢٤: "بتوجيهات من محافظ حماة، بدأت مديرية الخدمات الفنية بالتعاون مع الدفاع المدني تنفيذ حملة لإزالة الأنقاض في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي". وأضاف: "الحملة تستهدف كامل قرى الناحية وهي مستمرة حتى يتم تنظيف كل المواقع وإعادة فتح الطرقات. نتوقع أن تستمر الأعمال حوالي 15 يومًا، لكن هذا يعتمد على طبيعة الظروف الميدانية".

وحول الصعوبات، أوضح عثمان قائلا: "من أبرز التحديات التي تواجهنا هي كثرة المباني المدمرة والركام المتراكم، بالإضافة إلى انتشار الألغام في بعض المناطق، مما يتطلب تدخل فرق نزع الألغام قبل المباشرة بأي عمل تنظيفي".

تجدر الإشارة إلى أن المناطق المستهدفة بالحملة ما زالت تعاني من واقع خدمي وإنساني صعب، نتيجة سنوات الدمار وتهميشها خدميا بسبب الصراع الدائر قبل سنوات عدة، إذ أن هذه الظروف انعكست بشكل مباشر على حياة السكان، وشكلت عائقًا أمام عودتهم واستقرارهم.

من جانبه، أكد محمد الدالي، أحد أبناء ريف حماة الشرقي في حديث لمنصة سوريا ٢٤: "نسبة العودة إلى القرى لا تتجاوز 10% بسبب الوضع المتردي للبنية التحتية وعدم توفر أبسط الخدمات". ولفت إلى أن الوضع التعليمي كارثي، حيث "المدارس كلها مدمرة ولا يوجد أي مدرسة صالحة للاستخدام". كما أشار إلى غياب الخدمات الصحية، قائلاً: "لا يوجد مركز صحي واحد يعمل، وفي حال حدوث حالة طوارئ صحية، يتوجب على الأهالي الذهاب إلى صوران أو مدينة حماة". أما الكهرباء، فأكد أن: "الكهرباء مدمرة بشكل كامل"، فيما تحتاج محطات المياه وبعض الآبار الارتوازية إلى صيانة عاجلة. وأفاد بأن "الصرف الصحي مدمر تمامًا"، مما يفاقم من الأوضاع البيئية والصحية.

وعن واقع الزراعة، قال: "تم قطع معظم الأشجار المثمرة، وبالتالي انخفض مصدر الدخل الأساسي لكثير من العائلات".

تشكل حملة إزالة الأنقاض خطوة أولى مهمة نحو استعادة الحياة الطبيعية في ناحية عقيربات، إلا أن إعادة الإعمار الحقيقي يتطلب جهدًا أكبر وأعمالاً شاملة في مجال البنية التحتية، التعليمية، والصحية، بالإضافة إلى توفير الحوافز اللازمة لعودة السكان.

مشاركة المقال: