الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:20 PM

جدل واسع حول تعيين اتحاد الكتاب من قبل الأمانة العامة للشؤون السياسية: أين حدود صلاحيات الخارجية؟

جدل واسع حول تعيين اتحاد الكتاب من قبل الأمانة العامة للشؤون السياسية: أين حدود صلاحيات الخارجية؟
أثار قرار تشكيل مجلس لتسيير أعمال اتحاد الكتّاب العرب في سوريا موجة من الانتقادات في الأوساط الثقافية السورية، بسبب صدوره عن القسم المستحدث التابع لوزارة الخارجية، في خطوة اعتبرها العديد من الكتّاب والمثقفين تدخلاً غير مبرر في الشؤون الثقافية. القرار جاء مفاجئاً، حيث وصف بأنه تجاوز للمهام التقليدية المنوطة بوزارة الخارجية، والتي تتعلق بالعلاقات الدبلوماسية، وليس إدارة المؤسسات الثقافية. **ردود أفعال قانونية وانتقادات واسعة** المحامي ميشيل شماس، المتخصص في الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، تساءل عن الصلة بين وزارة الخارجية واتحاد الكتّاب العرب، واعتبر أن هذا القرار يعكس نهجاً مألوفاً للقيادة القطرية لحزب البعث. شماس استنكر تحويل وزارة يُفترض أن تعمل على رفع العقوبات وإصلاح الدبلوماسية لتصبح وصية على المؤسسات الثقافية، مشيراً إلى قضايا أكثر أهمية تستوجب الاهتمام، مثل تصحيح أوضاع السفارات. الصحفي عبد الله علي عبّر عن صدمته من توسع صلاحيات الأمانة العامة للشؤون السياسية، مشيراً إلى أن هذه الأمانة باتت تتجاوز دورها الأساسي في الإشراف على النشاط السياسي الداخلي لتتدخل في تشكيل النقابات والاتحادات المهنية. **مخالفات قانونية وتساؤلات حول الشرعية** من الناحية القانونية، سلطت الباحثة رشا سيروب الضوء على مخالفة القرار للقانون الداخلي لاتحاد الكتّاب العرب، الذي ينص على استقلالية الاتحاد وخضوعه فقط لإشراف وزارة الثقافة، وليس الخارجية. وأشارت إلى المادة 51 التي تؤكد على سريان القوانين النافذة ما لم يتم تعديلها أو إلغاؤها، معتبرةً هذا القرار تعدياً صارخاً على القوانين. سيروب دعت الحكومة للتصرف كحكومة تكنوقراط حقيقية بعيداً عن فرض قرارات اعتباطية. **استقالة احتجاجية** وجدان أبو محمود، رئيسة فرع السويداء لاتحاد الكتّاب العرب، أعلنت استقالتها فور صدور القرار، معتبرةً أنه فرض وصاية على مؤسسة لها تاريخ طويل. وأكدت أن الاتحاد كان منبراً للأدباء السوريين الكبار، وأنها لن تقبل بالمشاركة في ما وصفته بـ"استباحة النظام الداخلي" و"هيمنة الولاءات السياسية على حساب الإبداع". **تشكيل مجلس إدارة جديد** القرار الذي أصدرته الأمانة العامة تضمن تشكيل مجلس لتسيير أعمال اتحاد الكتّاب، برئاسة محمد طه العثمان وعضوية عدد من الأسماء، منهم محمد منصور وفدوى عبود وجمال الشوفي وآخرون. وفي حين برر القرار بأنه يهدف لإدارة الاتحاد بما يتماشى مع القانون، أثار تساؤلات حول مشروعية هذا التدخل وأثره على استقلالية المؤسسات الثقافية في سوريا. هذا الجدل يعكس استياءاً عميقاً داخل الوسط الثقافي السوري من تقويض استقلالية اتحاد الكتّاب العرب، في وقت يتطلع فيه كثيرون إلى تعزيز حرية التعبير ودعم المؤسسات الثقافية المستقلة.
مشاركة المقال: