دمشق-سانا افتتح رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبّان اليوم مكتب الاستدامة في كلية الهندسة المدنية، في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى الجامعات السورية. يهدف المكتب إلى بناء قدرات الطلاب، ودعم البحث العلمي، وتعزيز مبادرات الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى توطيد الشراكات بين مختلف القطاعات.
أوضح الدكتور الجبان في تصريح لوكالة سانا أهمية المكتب باعتباره منصة علمية ستسهم في إعداد كوادر مؤهلة، ودفع عجلة البحث العلمي في مجال الاستدامة بأبعادها المختلفة، وتعزيز التعاون مع الجهات الأكاديمية والبحثية المحلية والدولية.
من جهتها، أشارت عميدة الكلية الدكتورة خولة منصور إلى أن أقسام الكلية تشكل ركيزة أساسية في تأسيس مكتب الاستدامة، وذلك بالتعاون مع كليات الجامعة الأخرى، والمراكز البحثية، والقطاعات المحلية والعربية والدولية. وأكدت أن هذه التشاركية ستساهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، والعمل على إنجاز أبحاث مشتركة في هذا المجال، وتنظيم دورات تدريبية، وتمكين الطلاب وبناء قدراتهم للوصول إلى حرم جامعي مستدام ومجتمع أكثر استدامة.
وحول آلية عمل المكتب، أوضحت الدكتورة منصور أن التواصل بين مدير المكتب والطلاب سيتم عبر آلية محددة، حيث سيتم الإعلان عن دورات تدريبية للطلاب وفق اختصاصات معينة. كما يتضمن عمل المكتب جزءاً مرتبطاً بأبحاث الاستدامة، مثل الأنشطة العمرانية والخدمية والصناعية، وكل ما من شأنه تخفيف الآثار السلبية الناتجة عنها وتعزيز حماية البيئة.
كما لفتت الدكتورة منصور إلى أن نقابة المهندسين تشكل داعماً حقيقياً لمكتب الاستدامة، وسيتم لاحقاً توقيع مذكرات تفاهم مشتركة معها ومع الجامعات والمراكز البحثية، بما في ذلك الكفاءات السورية في الخارج، لتفعيل عمل المكتب وتحقيق أهداف الاستدامة.
بدوره، أوضح مدير مكتب الاستدامة الدكتور عبد السلام زيدان أن المكتب يعد تجربة رائدة في جامعة دمشق، التي تميزت دائماً بإطلاق مبادرات ومراكز ريادية. وأشار إلى أن المكتب هو الأول من نوعه على مستوى الجامعات السورية، ويهدف إلى تعزيز ثقافة الاستدامة عبر ثلاثة محاور رئيسية: بناء قدرات الطلاب والمهندسين الخريجين حول التصميم المستدام من خلال تدريبهم على معايير الاستدامة في مختلف التخصصات الهندسية، ودعم البحث العلمي في مجال الاستدامة في الدراسات العليا بجميع الاختصاصات، والسعي لتحويل حرم جامعة دمشق إلى حرم مستدام من خلال وجود أبنية صديقة للبيئة ونشر الوعي البيئي المستدام للطلاب والعاملين.
وأشار الدكتور زيدان إلى أنه سيتم تنظيم سلسلة من الدورات التدريبية المتعلقة بالاستدامة البيئية، مبيناً أن المكتب يضم قاعتين مجهزتين، الأولى لورشات العمل والتدريب، والثانية للمهارات الحاسوبية والبرمجيات، حيث تتسع كل منهما لـ 30 متدرباً.
من جانبها، لفتت المهندسة غالية الحبال، مسؤولة تنسيق العلاقات السورية الألمانية، إلى أن إحداث المكتب هو خطوة تعاون مشترك بين الجامعة ومختلف الجهات الداخلية والخارجية في كل التخصصات التي تخدم التنمية المستدامة. وأكدت أن الهدف من المكتب هو جعل جامعة دمشق منارة للبناء المستدام وتطبيق التنمية المستدامة من خلال تقديم أبحاث علمية مهمة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت المهندسة الحبال إلى أهمية التشبيك والتنسيق مع مختلف المنظمات العالمية، لافتة إلى الاتفاقية الموقعة مع المنظمة السورية الألمانية للبحث العلمي، والتي تعد خطوة مهمة لتعزيز التبادل المعرفي وتنفيذ مشاريع مستدامة مبتكرة.
