## تقلص الصادرات النفطية الإيرانية إلى سوريا: الأسباب والتداعيات

خفضت إيران بشكل كبير حجم صادراتها النفطية إلى نظام الأسد، مما أدى إلى أزمة وقود حادة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بالتزامن مع زيادة كبيرة في صادرات النفط الإيراني إلى الصين. أظهرت بيانات شهر أيلول/سبتمبر الماضي أن صادرات إيران إلى النظام السوري لم تتعدَّ 36 ألف برميل يوميًّا، مقارنة بأكثر من مليون وستمئة ألف برميل يوميًّا صدَّرتها إلى الصين. في الوقت نفسه، كانت صادرات إيران إلى نظام الأسد في آب/أغسطس حوالي 53 ألف برميل يوميًّا، وفي تموز/يوليو بلغت 108 آلاف برميل يوميًّا.
الأزمة تفاقمت مع عدم وصول سوى ناقلة نفط إيرانية واحدة إلى ميناء بانياس خلال شهر أيلول/سبتمبر، ما أسهم في تعميق أزمة المحروقات مع بداية فصل الشتاء. وقد أدى شح الوقود إلى ارتفاع كبير في سعر لتر المازوت بالسوق السوداء، حيث تجاوز 18 ألف ليرة سورية.
تعود أسباب تراجع إمدادات النفط الإيراني إلى سوريا إلى عدة عوامل، من أبرزها العقوبات الأمريكية المشددة التي تعرقل حركة نقل النفط الإيراني، بالإضافة إلى تركيز إيران على الأسواق التي تضمن لها عائدات مالية مباشرة، كالسوق الصينية. كما قامت إيران بإعادة توجيه العديد من ناقلات النفط "الشبح"، التي كانت مخصصة لنقل النفط للنظام السوري، لاستخدامها في نقل النفط إلى روسيا.
تشير هذه التحولات إلى تفضيل إيران تحقيق المكاسب الاقتصادية المباشرة على دعم النظام السوري، مما يضع الأخير في أزمة وقود غير مسبوقة مع تراجع قدرة إيران على تزويده بالنفط بشكل منتظم.