الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:34 PM

تقرير صادم: مقتل أكثر من 30 ألف طفل في سوريا منذ 2011.. تفاصيل مروعة في اليوم العالمي للطفل

تقرير صادم: مقتل أكثر من 30 ألف طفل في سوريا منذ 2011.. تفاصيل مروعة في اليوم العالمي للطفل

أصدرت "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان" تقريرها السنوي الثالث عشر عن الانتهاكات ضد الأطفال في سوريا، بمناسبة "اليوم العالمي للطفل".

التقرير يسلط الضوء على مقتل ما لا يقل عن 30,293 طفلاً منذ آذار/مارس 2011، بينهم 225 طفلاً قضوا جراء التعذيب، بينما لا يزال 5,298 طفلاً قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.

أكد التقرير أن الأطفال في سوريا واجهوا تصاعداً كبيراً في حجم ونوعية الانتهاكات الجسيمة من قبل جميع أطراف النزاع، مما أسهم في خلق بيئة غير آمنة تهدد أبسط حقوقهم الأساسية وحياتهم اليومية.

تعرض الأطفال لأنواع متعددة من الانتهاكات، بدءاً من القتل والتشوهات الدائمة، مروراً بالاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، وصولاً إلى التعذيب والتجنيد القسري والعنف الجنسي والحرمان من التعليم والخدمات الصحية.

أشار التقرير إلى توثيق 1,574 انتهاكاً جسيماً ضد الأطفال في سوريا خلال عام 2023، وأكد على استمرار الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان في توثيق هذه الانتهاكات وتزويد الأمم المتحدة بمعلومات دقيقة عن جرائم الحرب ضد الأطفال.

كما أشار إلى ترشيح الطفلين أحمد وسنا عبد الكريم الزير لجائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2024، تقديراً لدورهما في دعم أقرانهما ونقل معاناة الأطفال المتضررين من النزاع.

التقرير وثَّق مقتل 30293 طفلاً على يد أطراف النزاع في سوريا منذ آذار/مارس 2011 حتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، حيث قتلت قوات النظام السوري 23058 طفلاً، والقوات الروسية 2059 طفلاً، وفصائل المعارضة المسلحة 1010 أطفال، وتنظيم داعش 959 طفلاً، وقوات التحالف الدولي 927 طفلاً، وقوات سوريا الديمقراطية 274 طفلاً، وهيئة تحرير الشام 76 طفلاً، وجهات أخرى 1930 طفلاً.

إحصائيات شاملة عن الاعتقالات والاعتداءات:

لا يزال ما لا يقل عن 5298 طفلاً قيد الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع في سوريا منذ آذار/مارس 2011 وحتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، منهم 3702 على يد قوات النظام السوري، و859 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و371 على يد فصائل المعارضة المسلحة، و319 على يد تنظيم داعش، و47 على يد هيئة تحرير الشام.

ضحايا التعذيب في مراكز الاحتجاز:

وثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 225 طفلاً بسبب التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة لأطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/مارس 2011 وحتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. بينهم 216 على يد قوات النظام السوري.

الاعتداءات على المنشآت التعليمية والطبية:

تعرضت ما لا يقل عن 1,714 مدرسة ورياض أطفال في سوريا للاعتداءات منذ آذار/مارس 2011 وحتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. منها 1270 على يد قوات النظام السوري.

وثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 899 حادثة اعتداء على منشآت طبية منذ آذار/مارس 2011 وحتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. منها 562 على يد قوات النظام السوري.

التجنيد القسري للأطفال:

وثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 2,395 حالة تجنيد للأطفال في سوريا منذ آذار/مارس 2011 وحتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. منها 1493 على يد قوات النظام السوري، و701 على يد قوات سوريا الديمقراطية.

استمرار الانتهاكات في عام 2024:

رصد التقرير استمرار الانتهاكات الجسيمة بحقِّ الأطفال خلال عام 2024 على يد مختلف أطراف النزاع، حيث شملت هذه الانتهاكات القتل، الإصابات الخطيرة، التشويه، التجنيد القسري، الاعتقال التعسفي، الاختفاء القسري، والتعذيب.

تسجيل المختفين قسرياً كمتوفين:

منذ عام 2018، وثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان قيام النظام السوري بتسجيل مختفين قسرياً كمتوفين في السجلات المدنية دون تقديم أي توضيحات بشأن سبب الوفاة أو تسليم الجثث إلى ذويهم. وكشفت وثائق جديدة لعام 2024 عن تسجيل ما لا يقل عن 50 طفلاً مختفياً قسرياً كمتوفين في السجل المدني بين عامي 2018 و2024.

أنماط مروعة من العنف الجنسي في مراكز الاحتجاز:

أشار التقرير إلى تعرض الأطفال المحتجزين لدى النظام السوري لأنماط متعددة من العنف الجنسي، الذي يعد أحد أكثر أشكال التعذيب قسوة. وتمكنت الشَّبكة من توثيق 539 حالة عنف جنسي ضد الأطفال منذ عام 2011.

تجنيد الأطفال: سياسة ممنهجة من قبل قوات سوريا الديمقراطية:

كشف التقرير عن سياسة منهجية تتبعها قوات سوريا الديمقراطية لتجنيد الأطفال، حيث يتم استخدامهم كجزء أساسي من قواتها العسكرية تحت إشراف حزب العمال الكردستاني.

الانتهاكات المستمرة رغم القوانين الدولية:

على الرغم من وجود ترسانة من القوانين الدولية المصممة لحماية حقوق الأطفال، أكد التقرير استمرار الانتهاكات بحقِّهم في سوريا منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً. ولم تلتزم أي من أطراف النزاع بهذه القوانين.

توصيات للحد من معاناة الأطفال السوريين:

دعا التقرير جميع أطراف النزاع إلى الالتزام بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، وبما ورد في اتفاقية حقوق الطفل ووقف استهداف الأطفال ومناطقهم السكنية، والإفراج عن الأطفال المحتجزين ووقف تعذيبهم وفصلهم عن البالغين في أماكن الاحتجاز، واتباع قواعد بكين المتعلقة بقضاء الأطفال.

وطالب التقرير وقف تجنيد الأطفال وتسريحهم من القوات العسكرية، والتوقف عن استخدام المدارس والمنشآت الصحية لأغراض عسكرية، وتقديم خدمات الدعم النفسي للأطفال المتأثرين بالنزاع.

دعوة للمجتمع الدولي:

وجه التقرير نداءً إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن لاتخاذ إجراءات عاجلة تشمل، فرض عقوبات على الأفراد والجهات المسؤولة عن الانتهاكات ضد الأطفال، وتعزيز برامج حماية وتعليم الأطفال السوريين في دول اللجوء، وتوفير الدعم والحماية للأطفال النازحين واللاجئين، وإدانة الدول الداعمة للنظام السوري لدعمهم له رغم انتهاكه اتفاقية حقوق الطفل، والالتزام بتعهدات مالية لدعم برامج الإغاثة والحماية للأطفال.

أوصى التقرير بمجموعة إضافية من الإجراءات لتحسين أوضاع الأطفال المتضررين وضمان حقوقهم الأساسية، مع التشديد على أهمية المساءلة الدولية للجهات المنتهكة.

مشاركة المقال: